يؤكد الشيخ ابراهيم كونتاو، أمين عام العلاقات الخارجية بالمجلس الاسلامي الأعلى لدولة مالي، أن التيارات التكفيرية القادمة من الخارج هي سبب تصاعد التطرف في بلاده والساحل. وأن للائمة دور كبير في توعية الشباب وتنويرهم.
كل التفاصيل في هذا الحوار الذي أجرته معه «الشعب».
«الشعب»: الى ما يعود ارتفاع الفكر التكفيري المتطرف في مالي باعتقادكم؟
الشيخ ابراهيم كونتاو: ينبغي التذكير أولا، أن الاسلام دخل نقيا الى مالي، وتوارثه الماليون صافيا خال من أي شبهة، وظل طيلة قرون دين وسطية واعتدال موافق للمطلب الإسلامي القائل: «إن هذا الدين دين وسط» و«لا غلو في الدين».
وعاش المسلمون في مالي على مدى حقب زمنية طويلة، في سلم واستطاعوا أن يعيشوا بين الأديان الأخرى (النصرانية) في سكينة وهدوء، وهذا مطابق لما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، في المدينة مع اليهود والنصارى. وأؤكد أنهم إذا اختلفوا يتناصحون ولايصلون الى الاقتتال. ونؤمن أن ربنا واحد ونبينا واحد وصلواتنا خمس ولا نختلف في المبادئ والقواعد ولا يكفر بعضنا بعضا.
غير أن قدوم الطوائف الخارجية، تنتسب الى تنظيم ''القاعدة''، ومجموعات تكفيرية كثيرة، لا تؤمن بالاسلام كغيرهها من المسلمين ولاترى من يخالفها ويختلف عن نهجها، أدت الى بروز بعض الظواهر، وتمنكت من استمالة بعض الشباب الطائش، الذين لم يأخذوا الشيء الكافي من العلم الشرعي وانخرطوا معهم في تكفير إخوانهم، وانتهى بهم الأمر الى حمل السلاح كمن يجاهد الكفار، رغم وجود آلاف المساجد التي تمتلئ بالمصلين يوميا. هذا الفكر المتطرف أوصلنا الى ما نحن عليه الآن، وسنحت الفرصة لغير المسلمين للتدخل في مشاكلنا وسيطروا على البلاد ووقعت الكارثة.
¯ إلى أي مدى ساهم عامل الفقر في تعقيد الوضع؟
¯¯ صحيح أن تصاعد التطرف نتيجة لأمور كثيرة، كالجهل بالدين والفراغ وغياب التنمية وهي مطالب مشروعة لكن لايعقل أن يصل الأمر الى القتال، لأن الصحراء في كل مكان بالعالم يصعب بناءها وتنميتها وليست مالي استثناء.
¯ كيف يتعامل المجلس الاسلامي الأعلى مع هذه الأوضاع؟
¯¯ المجلس الاسلامي الأعلى في مالي، ينوي القيام بدور توعوي عن طريق الأئمة وخطباء المساجد، والشعب المالي يتبع دائما الإمام الذي يصلي وراؤه ويتق بقوله، ونريد استغلال هذه الثقة في إعادة السلم والتسامح.
