تحولت الميليشيات المسلحة وفوضى انتشار السلاح إلى معضلة ليس للسلطات الليبية وحدها، خاصة وأنها لم تستطع إلى حد الساعة التحكم التام في الأمن، رغم الترتيبات المتخذة في هذا السياق، حيث تعرضت دورية من القوات الخاصة، تابعة للجيش الليبي أوكلت اليها مهمة تأمين مدينة بنغازي التي تعرضت لسلسلة هجومات طالت بالخصوص مراكز تابعة للشرطة في المدينة، وقد القى مسلحون يستغلون سيارة خاصة قنبلة يدوية الصنع على الدورية، أصيب خلالها عنصران من القوة، أحدهما حالته خطيرة، ورد عناصر الصاعقة بإطلاق النار والانتشار في ميدان الدوران بالمدخل الشرقي لبنغازي حيث وقع الهجوم الذي سبقه اعتداءات اخرى استهدفت هذه القوة منذ تكليفها بتأمين المدينة.
بعيدا عن بنغازي الى الجنوب تعرض مركز حدودي تونسي مع ليبيا الى إطلاق نار أمس، ويقع مركز (أم القرصان) في أقصى جنوب شرق تونس، في بلدة (بن قردان) وقد اقتربت سياراتان من المركز واطلق مستقلوها النار في اتجاهه بشكل كثيف قبل أن يلوذوا بالفرار بعد أن رد حرس الحدود التونسي عليهم وقد يدرج هذا الهجوم في خانة نشاط التهريب حيث سبق وأن تعرضت المراكز الحدودية بين البلدين الى هجومات مشابهة، خاصة وأن البلدين يجدان صعوبة كما يبدو في ضبط حدودهما نظرا لظروفهما الأمنية التي أعقبت الأحداث، سيما في ليبيا حيث طالب (لوران فابيوس، وزير خارجية فرنسا من الدول الافريقية تنسيق جهودها لمواجهة تنامي الجماعات الإرهابية في جنوب الصحراء الليبية التي وجدت فيها تلك الجماعات ملاذا آمنا، حسبه لدى اجتماعه بالرئيس (النيجيري) محمد ايسرفو الذي تقول بلاده أن العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم على ثكنة عسكرية ومنحهم يورانيوم تابع لشركة آريفا الفرنسية تسللوا عبر الحدود الليبية، الشيء الذي تنفيه السلطات في طرابلس كما نفت من قبل الدخول عبر حدودها للعناصر الإرهابية التي هاجمت المنشأة الغازية بتيقنتورين جنوب الجزائر.