في الوقت الذي تضاعف فيه الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص «برناردينو ليون «جهود وساطتها لحل الأزمة الليبية سلميا، و بعد نجاحها في جمع الفرقاء الليبيين بغدامس نهاية سبتمبر الماضي والتحضير لعقد جولة حوار ثانية ، ارتفعت فجأة ، تطالب مجلس الأمن بالتدخل العسكري في ليبيا بدعوى القضاء على التهديدات الإرهابية بالمنطقة متناسية أن تدخل الحلف الأطلسي للاطاحة بالقذافي قبل ثلاثة أعوام هو ما أنتج المأساة التي تعيشها ليبيا اليوم ؟!.
تبدو بصمة منتدى الأمن والسلم المنعقد الثلاثاء الماضي بالعاصمة السينغالية دكار واضحة في بلورة هذا الخيار المفاجئ الذي دعت إليه دول الساحل خلال اجتماع نواكشوط المنعقد الجمعة بالعاصمة الموريتانية، والذي جاء في الوقت الذي لم تستنفد فيه الأمم المتحدة كل مجهوداتها لحل الازمة الليبية وفي الوقت الذي تنحصر فيه مبادرات الاتحاد الإفريقي الذي لم يقدم سوى محاولات محتشمة لحل هذه المعضلة التي تلقي بظلالها الداكنة على الجوار
إن الدعوة إلى التدخل الدولي في ليبيا تأتي عكس القناعات المتزايدة و الجهود التي يبذلها الأفارقة من أجل إيجاد حلول افريقية لأزمات القارة في اطار الاتحاد الافريقي تكون بعيدة عن التدخلات الأجنبية و مصالحها المتداخلة التي كثيرا ما عطلت حل العديد من الأزمات التي عرفتها القارة السمراء، كما أن كل التحاليل والدراسات تؤكد ان التدخلات العسكرية كانت دائما وراء استفحال ظاهرة الإرهاب و إعطائه الفرصة لاستعمال خطاب جديد لتجنيد المزيد بدعوى محاربة الاستعمار و التدخل الأجنبي...
إذا كان بعض القادة الافارقة يسوقون لهذا الخيار بدعوى ان انهاء التهديدات الأمنية في الساحل يمر عبر انهاء الأزمة الليبية، فإن هذه النظرة تبدو محدودة و ظرفية لأن خيار الحل السلمي سيساهم في تأمين منطقة الساحل والتقليل من التهديدات الإرهابية.
ويبقى من الضروري أن لا يتجاهل العالم بأن التوتر الأمني بالمنطقة ازداد حدة باندلاع هذه الأزمة التي جاءت نتيجة مباشرة لتدخل الحلف الأطلسي الذي استغل لائحة مجلس الأمن القاضية بإنشاء منطقة حظر لحماية المدنيين ليقوم بضرب رموز و مؤسسات دولة عضو في الأمم المتحدة، ما أدى إلى انهيارها ودخولها في فوضى أمنية.
في خطوة مناقضة لجهود الحل السلمي
دول من الساحل تدعو إلى تدخل عسكري في ليبيا
أمين بلعمري
شوهد:623 مرة