كثّفت قوات الاحتلال الصهيوني عمليات نسف المنازل والبنى التحتية في مناطق جنوب وغرب مدينة غزة، على وقع توغل بري مستمر يتعمق رويدا رويدا، في ظل أزمة نزوح وجوع غير مسبوقة، ومجازر وحشية وقعت في مناطق يُزعم أنها “آمنة”.
قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال فجرت مردعة مفخخة في حي تل الهوى لنسف أكبر عدد ممكن من المنازل، فيما كثفت عمليات القصف الجوي والمدفعي للمربعات السكنية في وسط وشمال مخيم الشاطئ على ساحل غزة.
وخلال الساعات الماضية، ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة من المجازر في مناطق، دير البلح، والنصيرات، وخان يونس، والزوايدة، والتي يزعم الاحتلال أنها آمنة، ودفع الأهالي للنزوح إليها.
وإلى جانب استمرار القصف الصهيوني في القطاع، تتفاقم مأساة التجويع، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج.
سياسيا قالت حركة حماس إنها لم تتسلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة، وأن المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المقدسي المحرر عيسى العباسي بعد دهم منزله في حي كرم الشيخ ببلدة سلوان.
إبـــادة بالقصــف والتجويــع
أوردت زارة الصحة بغزة أمس، أن حصيلة العدوان الصهيوني بلغت 66 ألفا و5 شهداء، و168 ألفا و162 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 79 شهيدا و379 مصابا خلال 24 ساعة الماضية.
وفي ظل تصاعد أرقام الضحايا، توغلت دبابات صهيونية أمس، في عمق الأحياء السكنية بمدينة غزة، تزامنا مع هجمات جوية وبرية أسفرت عن استشهاد 31 فلسطينيا في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة منذ نحو عامين.
وقال شهود ومسعفون إن الدبابات الصهيونية توغلت بشكل مكثف في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر، مقتربة من قلب مدينة غزة ومناطقها الغربية التي يلجأ إليها مئات الآلاف من السكان.
وعبرت السلطات الفلسطينية في المدينة عن قلقها لعدم تمكنها من الاستجابة لعشرات نداءات الاستغاثة إثر قصف منازل مأهولة وتجمعات مدنيين ومنتظري المساعدات.
وأورد مصدر طبي في مستشفى العودة إن 10 فلسطينيين استشهدوا، وفُقد عدد آخر تحت الركام إثر قصف صهيوني على منزلين في مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما تواصل القصف المدفعي وإطلاق النار على مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وفي محيط محور نتساريم، استشهد فلسطيني من منتظري المساعدات برصاص صهيوني قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكي- الصهيوني جنوبي منطقة الوادي.
وفي مخيم البريج، أُصيب عدد من الفلسطينيين بغارة صهيونية على منزل لعائلة القريناوي في منطقة “بلوك 7”.
وضمن سياسته المتواصلة في استهداف العاملين بالقطاعات الأساسية، قتل الاحتلال موظفا ببلدية غزة في أثناء إيصاله المياه للفلسطينيين شرقي مدينة غزة، وفقا لبيان صدر عن البلدية أمس الأحد.
حماس لم تستلـم مقترحــات جديــدة
من ناحية ثانية، أعلنت حركة حماس، أمس الأحد، أن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة متوقفة منذ محاولة الاغتيال الصهيونية الفاشلة لقادة بالحركة في الدوحة يوم 9 سبتمبر الجاري، وأنها لم تتسلم أي مقترحات جديدة في هذا الإطار.
وقالت الحركة في بيان: “تؤكد حماس أنها لم تستلم من الإخوة الوسطاء أي مقترحات جديدة”.
وأضافت أن “المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في التاسع من هذا الشهر في العاصمة القطرية الدوحة”.
وشددت الحركة، أمس الأحد، على استعدادها لدراسة “أي مقترحات تصلها من الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية”.