”الهروب الكبير” يتواصـل في ظـل التّردّي المعيشـي

أكــثر من 50 فتى مغربي يصلون إلـى “سبتـة” الإسبانية سباحـة

 نجح أكثر من 50 فتى مغربي في العبور سباحة إلى مدينة سبتة الإسبانية. وقال التلفزيون الحكومي الإسباني، السبت، إنّ “نحو 54 قاصرا استطاعوا الدخول إلى سبتة عبر السباحة بحرا”.
لفت التلفزيون إلى أن الحرس المدني الإسباني استمر في جهود الإنقاذ بسبب سوء حالة البحر. وتمّ نقل هؤلاء إلى مراكز مؤقتة، وفق قناة “آر .تي.في. إي” الحكومية الإسبانية.
وتعود قضية هجرة القصّر من المغرب إلى السطح بين الفينة والأخرى، خاصة بعد انخراط العديد منهم في محاولة “الهروب الجماعي” العام الماضي إلى إسبانيا.
وكان المغرب شهد ليلة ساخنة في 15 سبتمبر 2024 بعد تدفق المئات من الشباب اليائس إلى حدود سبتة الاسبانية، وقد سمّيت بليلة “الهروب الكبير” بعد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى هجرة جماعية نحو الشمال.
هذا، ولا تهدأ مناطق الشمال المغربي، ولا تمرّ أيام دون أن تسجّل محاولات جديدة للهجرة غير النظامية باتجاه سبتة ومليلية الاسبانيتين، مشهد يتكرر، وإن تغيّرت تفاصيله من حيث الوسائل، إلا أن الدوافع واحدة: الهروب من واقع مأزوم صوب أفق غامض يبدو أكثر رحمة من الانتظار في الداخل.
وبعيدًا عن المعالجة الأمنية، تطرح هذه الظاهرة سؤالًا عميقًا حول الأسباب البنيوية التي تدفع آلاف الشباب المغاربة، بمن فيهم القاصرون، إلى المخاطرة بحياتهم يوميًا من أجل عبور مجهول. حين تتحول المدن الشمالية إلى “محطات انتظار” للهجرة، يصبح من الصعب الحديث عن تنمية حقيقية أو ثقة في السياسات العمومية.
ما يجري في شمال المغرب ليس مجرد تحركات معزولة لمهاجرين، بل مؤشر على خلل عميق يتطلّب أكثر من مقاربة أمنية. ما لم تتغيّر شروط العيش، وتُمنح فئات واسعة من الشباب والمهمشين أملاً حقيقياً داخل بلدهم، فسيبقى البحر أكثر جاذبية من اليابسة، ولو كلّفهم ذلك حياتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025
العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025