هزّت سلسلة انفجارات عنيفة العاصمة اللبنانية بيروت فجر أمس السبت، إثر عدوان صهيوني مكثف بالصواريخ دمر مبنى سكنيا مكوّنا من 8 طوابق، مما أدى إلى ارتقاء 11 شهيدا، و23 مصابا. وقالت الأنباء “إن بيروت استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمر طيران العدو بـ5 صواريخ مبنى سكنيا، في شارع المأمون بمنطقة البسطة، وسط العاصمة، كما أدى العدوان إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة”.
أحدثت الغارة التي استهدفت منطقة فتح الله في حي البسطة الفوقا في بيروت فجر أمس، دماراً كبيراً في حي شعبي مكتظ بالسكان، إذ استخدمت صواريخ خارقة للتحصينات كتلك التي استعملت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.
وأفادت مصادر إعلامية للاحتلال الصهيوني بأن المستهدف في غارة وسط بيروت هو محمد حيدر رئيس قسم العمليات في “حزب الله”، لكنها لم تؤكد ما إذا كانت عملية الاغتيال قد حقّقت هدفها. وكانت سلسلة انفجارات عنيفة هزّت العاصمة اللبنانية بيروت فجر أمس السبت، إثر عدوان صهيوني مكثف بالصواريخ دمر مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق، مما أدى إلى ارتقاء عدد كبير بين الشهداء وتسجيل عدّة مصابين، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وفي وقت لاحق ذكرت قناة صهيونية أن “سلاح الجو هاجم مبنى وسط بيروت والمستهدف قيادي بارز في حزب الله”.وهذا هو رابع هجوم جوي صهيوني خلال أيام يستهدف منطقة وسط بيروت. وأسفر هجوم جوي للعدو الأحد الماضي على حي رأس النبع عن استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.
غـــــارات وأوامــــر إخـــــــلاء
في الاثناء، أصدر جيش الاحتلال الصهيوني أوامر بإخلاء مناطق في لبنان، ونفذ موجة جديدة من الغارات بعد يوم شهد ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، في حين أصيب صهاينة جراء تدافع أمام ملاجئ كبرى في مدن شمال الكيان.
وقال الجيش إنه أمر بإخلاء قرى الطيبة وعدشيت القصير ودير سريان جنوب لبنان، ومنطقتي المعشوق وبرج الشمالي في قضاء صور، ومنطقة الحدث وحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، تمهيدا لقصفها.
كما وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة استشهاد خمسة مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله جراء غارتين على جنوب البلاد.
وفي شرق لبنان، استشهد مدير مستشفى دار الأمل وستة من العاملين في المؤسسة الطبية الواقعة قرب بعلبك في قصف جوي على مقر إقامة المدير الواقع إلى جوار المستشفى، بحسب الوزارة.جاء ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية الجمعة باستشهاد 226 عاملا صحيا في لبنان في الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر 2023 حتى 18 نوفمبر الجاري.
المقاومــــــــة تتصــــــــدّى
من جانبه، أعلن “حزب الله”، الجمعة، أنه استهدف بصواريخ ومسيرات 3 قواعد وموقعين عسكريين للعدو ومدينة صفد ومستوطنتين شمالي الكيان.
وضمن تصديه للقوات الغازية لجنوب لبنان، قال “حزب الله” إنه “استهدف بصاروخين موجهين دبابتين للجيش الصهيوني من نوع ميركافا جنوب منطقة معتقل الخيام، ببلدة الخيام، ومحيط قلعة شمع”.
صــــــف واحـــــد ضـــــد العـــــــدو
في الأثناء، أكد رئيس جامعة طرابلس اللبنانية، رأفت الميقاتي، أن الشعب اللبناني عندما تكون معركته مع الكيان الغاصب فإنه بجميع مكوناته يقف صفًا واحدًا ضده، مشددًا على أن ما يجري في لبنان وفلسطين هو “جزء من مشروع صهيوني يستند إلى العقيدة التلمودية التي تسعى لتدمير البشر والحجر وفرض الهيمنة على المنطقة بزعم الأرض المقدسة”.
الميقاتي، شدّد أيضا على أنه “لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عما يجري في فلسطين، فالعدو الصهيوني لم يستح مرة من رسم خريطته التي تبتلع كل لبنان وتقتطع الجزء الأكبر من سوريا، وكذلك سيناء ووصولا إلى العراق والحدود التركية مع كل من سوريا والعراق”.
نتنياهـــو رمــــــــز للهمجيـــــة العالميـــــة
وحول رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وصفه الميقاتي بأنه “الوكيل الحصري للهمجية في الكرة الأرضية”، مضيفًا: “نتنياهو يمثل الوجه الأقبح للحضارة الزائفة، التي ترتكب المجازر باسم العدل والتقدم”.
أما بخصوص إمكانية استغلال الكيان للعدوان لإشعال الفتن الداخلية في لبنان، دعا الميقاتي “العقلاء والحكماء في لبنان إلى التصدي لمحاولات بث الفتنة”، مؤكدًا أن الشعب اللبناني موحد ضد العدوان.
وختم الميقاتي بدعوة اللبنانيين إلى التكاتف وإعادة النظر في أولوياتهم الوطنية: “علينا أن نعيد حساباتنا ونتوحد على القواسم المشتركة. العدو لا يطرق الأبواب فقط، بل هو حاضر في البر والجو والبحر. علينا أن نكون عقلاء وأقوياء، مستعدين لمواجهة هذا التهديد الوجودي بكل حكمة وصلابة”.