كشف وزير الإعلام السابق الدكتور محي الدين عميمور، أن التّوقيت الذي تفجرت فيه أحداث «الكركرات» بالصحراء الغربية، والذي تزامن مع إدانة الجزائر لعملية التطبيع التي باشرتها بعض الدول العربية مع إسرائيل، لم يكن صدفة ويعكس أن العملية مقصودة وهي استفزاز متعمّد لبلادنا تم التخطيط له منذ مدة وتواطأ فيه من تواطأ.
قال الدكتور عميمور، إن التوقيت الذي تفجّرت فيه أحداث «الكركرات» بالصحراء الغربية يُذكرنا بما كنّا نحب أن ننساه، وهو الغزو الذي قامت به قوات مغربية لحدودنا الغربية في أكتوبر 1963 حينما كانت الجزائر مشغولة بتضميد الجراح التي خلفتها مرحلة الصراع ضد المستعمر الفرنسي، ثم بتراجع الأشقاء في الجوار عن قبول ما كانوا هم أول من نادى به في 1966، وهو حق تقرير المصير بالنسبة لسكان «الساقية الحمراء ووادي الذهب»، وبافتعال ما أطلقوا عليه «المسيرة الخضراء»، بعد أن فشل المغرب في انتزاع موافقة محكمة العدل الدولية على وجود أي سيادة للمغرب على الصحراء التي كانت تحتلها إسبانيا، وقبلت، في ظروف وفاة الجنرال فرانكو، نقل الإدارة إلى الحكومة المغربية.
وأوضح مستشار الرئيس الراحل هواري بومدين، أن أحداث الكركرات تزامنت كذلك مع إعلان بعض الدول العربية عن توقيع اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وعزم بعضها فتح قنصليات في مدينة العيون المحتلة، بالرغم من عدم وجود جالية كبيرة لها في المنطقة، ويبدو أن هناك من سيسير على نفس الطريق، مع التذكير بأن الرئيس تبون كان قد أدان «الهرولة» نحو التطبيع، ومن هنا نستنتج أن العملية استفزاز متعمّد تم التخطيط له منذ مدة وتواطأ فيه من تواطأ.
وأَضاف الوزير السابق أن ما قام به المغرب عملية استفزاز للجزائر، باتت تتكرر في كل مناسبة ويبدو فيها للبعض أننا مشغولون حاليا بأمور الداخل المتعددة، خصوصا ونحن نسمع أصواتا تدعو إلى «استرجاع» ما يسمونه «الصحراء «الشرقية» في وقت نشهد فيه قيام بعض الدول في المشرق العربي بصب الزيت على النار بدلا من بذل جهود أخوية صادقة لإطفائها، وهذا ما يدفع الجزائر لإعادة النظر في مواقفها العربية، وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع ما وصفه ذات المتحدث بـ «الجائحة» العربية».