تواصل التظاهرات زخمها في تشيلي، الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وتحديداً في القسم الغربي وسط أسوأ أزمة اجتماعية تشهدها منذ عقود، حيث احتشد قرابة مليون متظاهر أمس الأول في سانتياغو عاصمة تشيلي في أكبر مظاهرات تشهدها البلاد احتجاجا على التفاوت الاجتماعي، معززين بذلك الضغط على حكومة الرئيس سيباستيان بينييرا.
بعد أسبوع على بدء موجة احتجاج غير مسبوقة منذ عقود في بلد يعتبر من أكثر دول أميركا اللاتينية استقرارا، لا يبدو أن الاحتجاج سيتراجع في تشيلي ، بل لقد زادت حدّته و جابت مليونية العاصمة سانتياغو ومناطق عدة في البلاد.
وفي أول رد فعل له، اكد الرئيس بينييرا أنه «سمع الرسالة» التي أطلقها المحتجون.
وحمل المحتجون الأعلام الوطنية ورقصوا بالشوارع وقرعوا على القدور بملاعق خشبية ورفعوا لافتات تطالب بتغييرات سياسية واجتماعية، وساروا لأميال من أنحاء العاصمة وصولا إلى ساحة إيطاليا.
وبحلول منتصف المساء كان معظمهم قد عادوا إلى بيوتهم قبيل موعد سريان حظر التجول الذي يبدأ في الحادية عشرة.
وقالت حاكمة سانتياغو كارلا روبيلار على «تويتر» إن مليون شخص شاركوا في مسيرات بالعاصمة. وشارك محتجون في مسيرات بشوارع كل المدن الكبرى.
واحتجاجات تشيلي هي الأحدث في أميركا الجنوبية وحول العالم، من بيروت إلى برشلونة، وكل له أسبابه المحلية غير أنها تشترك معا في كونها نابعة من الغضب بسبب التفاوت الاجتماعي والاستياء من النخبة الحاكمة.
وتشهد تشيلي، أسوأ أزمة اجتماعية منذ عقود، وقد تحولت إلى أجواء حرب، إذ بدأت باحتجاجات على رفع أسعار المواصلات العامة، قبل أن يتحول الغضب ضد الجيش والرئيس سيباستيان بينيرا، ما أسفر عن سقوط 17 قتيلاً حتى الآن وإصابة المئات، وسط مساعٍ حكومية لحل الأزمة الاجتماعية.
ودفعت أعمال العنف الرئيس إلى التراجع عن زيادة أسعار المواصلات وإعلان حالة الطوارئ.
وتولى الجيش مسؤولية حفظ الأمن في مدينة سانتياغو التي يقطنها ستة ملايين نسمة وتخضع لحظر التجول ليلا، بينما انتشر 20 ألف جندي بالشوارع.