أعلن الجيش الصهيوني أمس بدء هجوم عسكري جديد على شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأمر النازحين بالإخلاء والتوجه نحو منطقة المواصي غربي المدينة زاعما أنها «منطقة آمنة».
ومباشرة بعد الإعلان عن الهجوم، بدأت مدفعيات وطائرات الاحتلال قصف الأحياء الشرقية من خان يونس، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
بعد دقائق فقط من طلب جيش الاحتلال الصهيوني من سكان مناطق شرق ووسط محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إخلاء مناطقهم بشكل فوري، شن الطيران الحربي عدداً من الغارات في تلك المناطق، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
واستهدفت مدفعية الاحتلال بالتزامن مع الهجمات الجوّية ما تبقى من منازل الفلسطينيين في المنطقة والبنية التحتية شبه المدمرة، وسط حالة من الخوف انتابت الفلسطينيين الذين يعانون الأمرّين من ويلات النزوح المتكرر وصعوبات الحياة في ظل استمرار الحرب للشهر العاشر على التوالي.
إخلاء قسري
وأصدر جيش الاحتلال بياناً يطلب فيه الإخلاء من «كل السكان والنازحين الذين ما زالوا موجودين في بلدة بني سهيلا وأحيائها، وبلدتي عبسان الكبيرة والجديدة وأحيائهما، وبلدة القرارة وأحيائها، وبلدية الفخاري وأحيائها، وخربة خزاعة وأحياء القرين، والمنارة، والسلام، وجورت اللوت، وقيزان النجار، والشيخ ناصر، والمحطة، والسطر والكتيبة».
وهذه المناطق، وفق الخريطة التي وزعها جيش الاحتلال، تشكل نحو 50 بالمائة من محافظة خان يونس التي تعرضت خلال الحرب لأكثر من ثلاثة أشهر من العملية البرية العسكرية المكثفة، بحكم أنّها أحد معاقل حركة حماس، وكان قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار يقيم فيها قبل الحرب. ولم يمهل جيش الاحتلال الصهيوني الذي أجبر الأهالي على الإخلاء من المناطق الشرقية ومناطق الوسط التي هددها، الفلسطينيين كثيراً قبل أنّ يبدأ عمليته العسكرية التي زعم أنها ناتجة عن عمليات إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنات «غلاف غزة» وما أسماه «معلومات استخبارية عن قيام حماس بوضع بنى تحتية في المنطقة».
لا وجود لمنطقة آمنة
وقلص جيش الاحتلال المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس غرباً، والتي دعا السكان إلى التمركز فيها، وهي المنطقة التي شنّ فيها قبل أكثر من أسبوعين هجوماً عنيفاً أدى لاستشهاد نحو مائة فلسطيني بزعم وجود قائد كتائب القسام محمد الضيف والقيادي رافع سلامة فيها. ورغم إعلان جيش الاحتلال أنه «يتم تحذير السكان بهدف تجنب استهداف المدنيين ولإبعادهم عن منطقة القتال»، إلا أنّ ما جرى عقب دقائق من الإعلان يدلل على نوايا الاحتلال الواضحة بإيذاء المدنيين الفلسطينيين وأنّ التحذيرات والتنويهات التي يصدرها مجرد «أمر شكلي» ليظهر وكأنه يخشى على المدنيين.
دعوات للتبرّع بالدّم
في الأثناء، ومع تزايد القصف وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين، ناشد مدير التمريض بمجمع ناصر بخان يونس، المواطنين التبرّع بالدم لإنقاذ المرضى والجرحى، وقال إن «هذا النقص في الدماء» يشكل تهديدا خطيرا لحياة المرضى والمصابين في ظل المجازر المستمرة والتي تنفذها قوات الاحتلال بحق الأبرياء والمدنيين».
وقد وصل المزيد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى ناصر الطبي في وقت حذّر فيه الصليب الأحمر الدولي من أن المرافق الصحية جنوبي غزة بلغت «نقطة الانهيار».
استهداف عائلات محدّدة
هذا، وقد استشهد وأصيب العديد من المواطنين الفلسطينيين، ليلة الأحد إلى الإثنين، جراء غارات الاحتلال التي استهدفت عدة مناطق في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال بناية عائلة البطش في شارع النخل بحي التفاح شرق مدينة غزة، فيما استهدف طيران الاحتلال الحربي منزلا في منطقة الكلية الجامعية جنوب المدينة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي مدينة خان يونس، استشهدت مواطنة وأصيب 5 آخرين بجروح جراء قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة جاد الله غرب المدينة، كما استشهدت طفلة وأصيب 6 مواطنين آخرين في قصف منزل يعود لعائلة الرقب في بلدة بني سهيلا شرق المدينة.
إصابة مستوطنين في عملية طعن
هذا، واستشهد فلسطيني، امس الاثنين، برصاص جيش الاحتلال بعد تنفيذه عملية طعن عند مدخل مستوطنة «نتيف هعسراه» قرب سديروت في غلاف غزة.
وأفادت إذاعة الجيش الصهيوني أمس الاثنين، باستشهاد منفذ عملية طعن في بلدة نتيف هعسراه الواقعة في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، معلنة أنه مواطن كندي دخل الكيان كسائح. وكانت هيئة البث الصهيونية قالت في أول الأمر إن «جنسية الذي قام بعملية الطعن أميركية»، معلنة «تحييده».
شلال الدم يتدّفق ونداءات لوقف المذبحة الصهيونية
هجوم جديد على خان يونــس يوقّع عشرات الشهداء
شوهد:231 مرة