أكد الكاتب المغربي علي أنوزلا، أن مناهضة التطبيع هي بداية تحرير الشعب من الجبن الذي يكبله ويخنق صوته، مشيرا إلى أن العديد من المسؤولين بمن فيهم رؤساء الجامعات هم ضد التطبيع، لكنهم لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية بسبب الخوف.
وفي مقال له تحت عنوان: «التطبيع وجبناء في المغرب»، تناول علي أنوزلا واقعة رفض عميد بإحدى كليات المغرب تكريم طالبة متفوقة؛ لأنها كانت تعتمر الكوفية الفلسطينية ورفضت نزعها نزولا عند رغبته، تضامنا منها مع غزة، مشيرا إلى أن ما قام به المسؤول الجامعي المغربي أثار جدلا واسعا وعاصفة من الاستهجان بسبب موقفه «غير المفهوم وغير المقبول».
وتوقف الكاتب المغربي مطولا عند النقد الذي وجهه وزير مغربي سابق وقيادي في حزب «العدالة والتنمية»، الذي وقّع رئيسه على اتفاقيات التطبيع المشؤومة مع الكيان الصهيوني المحتل نهاية عام 2020، والذي وصف فيه عميد الكلية بأنه «جبان لا يستحق العمادة»، بل «ومتجرد من الإنسانية ولا يستحق الاحترام».
وأكد الكاتب أن «وضع الناقد ليس أفضل من وضع العميد، لأن الأخير كان وزيرا للعدل ووزيرا لحقوق الإنسان في حكومتين ترأسهما حزبه بين 2012 و2021، وفي الحكومة الثانية كان بمثابة نائب رئيس الحكومة، رئيسه في الحزب سعد الدين العثماني، الذي وقّع أمام الملك محمد السادس على اتفاقات التطبيع المشؤومة مع الكيان الصهيوني».
يباركون خطايا السلطة من أجل مصالحهم
وأبرز الكاتب المغربي - في السياق - أن «تلك الاتفاقات هي التي شجعت على التطبيع مع كل أشكال التصهين التي يجسدها اليوم مسؤولون مغاربة كثيرون، دون أن يمتلك هذا الوزير الشجاعة ليعلن استقالته من الحكومة التي باركت التطبيع»، مضيفا: «وبعد أن التزم الصمت أربع سنوات، ربما خوفا على المنصب والمزايا، عاد اليوم ليكشف للرأي العام المغربي أنه كان ضد التطبيع وضد توقيع حزبه على الاتفاقات التي شرعته، وفي الوقت نفسه يدافع عن الموقف الرسمي بشأنه».
وتابع يقول: «هل هناك جبن أكبر من هذا الذي يعتري صاحب هذا الموقف»، مردفا «كان عليه أن يتحلى بالشجاعة، خاصة بعد أن لفظته السلطة، هو وحزبه، من دهاليزها، وقد استنفدت صلاحيتهما، ويعتذر عن الجريمة التي ارتكبوها في حق الشعبين المغربي والفلسطيني عندما زكوا التطبيع الذي بات ينهش المجتمع المغربي مثل سرطانٍ خبيث».
ونبه أنوزلا إلى أن العميد الذي رفض تكريم الطالبة، بسبب تضامنها مع فلسطين، «ليس وحده الجبان» بل هناك مسؤولون مغاربة كثيرون «جبناء» يسيرون مؤسسات دستورية ووزارات وإدارات كبيرة وجامعات وكليات ومدارس عليا وكذلك مجالس علمية بل وهناك رؤساء أحزاب بينها من يصنف نفسه «معارضا»، ومع ذلك – يضيف - «لم نسمع من أي من هؤلاء موقفا معارضا أو مناهضا للتطبيع.
يدافعون عن الاختراق الصهيوني
ويرى الكاتب أن «واقعة هذا العميد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة»، مذكرا برؤساء الجامعات المغربية الذين منعوا فعاليات للتضامن مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تأتي في وقت تفتح فيه جامعات ومعاهد ومدارس عليا كثيرة أبوابها لأنشطة يحضرها صهاينة، ومن بينها من وقّع شراكات مع جامعات صهيونية!»، كما شدّد المتحدث على أن «رؤساء جامعات مغربية هم ضد التطبيع، لكنهم لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية ويمنعون الفعاليات والأنشطة المناهضة أو المنتقدة له في جامعاتهم»، مبرزا الخوف داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية، الذي يدفع الأساتذة والباحثين إلى القبول بالأمر الواقع.
وقال بهذا الخصوص: «لا يعقل طوال عشرة أشهر من المجازر وحرب الإبادة في غزة الشهيدة لم تنعقد في أي من الجامعات المغربية ندوة أو محاضرة أو فعالية تتناول هذه الحرب التي هزت العالم وسوف تغير وجهه»، مبررا ما يحدث بسبب الخوف الذي أصبح مهيمنا على الجامعات المغربية والعاملين فيها وطلبتها.
وختم الكاتب علي أنوزلا، مقاله بالقول إن «الجبن يعمي ويصم ويبكم ويذل ويعمي عن رؤية الحق، لذلك فان مناهضة التطبيع ونقده والتعبير بكل الأشكال عن رفضه هو بداية تحرير الشعب من الجبن الذي يكبله ويخنق صوته، ولهذا تخاف السلطة وأعوانها وخدامها من مناهضي التطبيع حتى لو اعتمروا كوفية فلسطينية».