رفضت القوات الموالية للمشير خليفة حفتر دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة للعودة إلى طاولة الحوار، مؤكّدة على لسان المتحدث باسمها أحمد المسماري أن الحل العسكري للنزاع هو الطريق الأمثل.
وأمام مجلس الأمن الأربعاء، قال سلامة أن فريقه يسعى إلى الحصول على «الدعم الوطني والدولي لوقف الاعمال العدائية وتجديد الحوار»، مضيفا «بدأت كذلك حملة مكثّفة لدى أصحاب العلاقة الدوليين لعقد اجتماع دولي يوجّه رسالة مفادها إنهاء النزاع واستئناف المسار السياسي».
لكن المسماري أكّد أمام الصحافيين في أبوظبي تعليقا على تصريحات سلامة أنّ «زمن العودة الى الحوار انتهى «.
وتابع «عندما تتحدث المدافع تصمت الدبلوماسية»، معتبرا أن «الحل العسكري هو الحل الأمثل لاستتباب الأمن وفرض القانون».
وتدور معارك على مشارف طرابلس منذ بداية أفريل بين قوات حفتر الذي يحاول السيطرة على العاصمة الليبية، وقوات حكومة السراج المعترف بها من الأمم المتحدة.
5 أشهر من المعارك
وتحدّث المسماري عن اقتراب الحسم العسكري في طرابلس، رغم أن قوات حفتر لم تدخل المدينة بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء الحملة التي قتل وأصيب فيها آلاف.
وقال المتحدث العسكري «وصلنا إلى نهائيات هذه المعركة»، مضيفا «أهدافنا واضحة من هذه المعركة وهي قطع رؤوس الإرهاب وإنهاء الفوضى المسلحة».
ونهاية أوت، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قلقه من أن تغرق ليبيا في حرب أهلية إذا لم يتم اتخاذ خطوات على المدى القصير لوضع حد للنزاع.
ومن جانب آخر، أكد المتحدث باسم عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الوطني مصطفى المجعي «دخول قوات الوفاق السبت لمقر الكتيبة 47، ومصنع الإسمنت بمنطقة (سوق الخميس امسيحل) جنوب مدينة طرابلس الليبية، وتمركزهم داخلها، ضمن عملية هجومية بدأتها قوات الوفاق صباح السبت».
تجدد الاشتباكات
ونشرت عملية بركان الغضب التي تقود المعارك من طرابلس مقاطع فيديو تؤكد سيطرتها على مصنع الإسمنت والمنطقة المحيطة به.
ووصف المجعي المعركة بالقول: «كانت شرسة جداً، بدأت بهجوم مبكر من الكتيبة 301 و المنطقة العسكرية الغربية مصحوبة بطائرات حربية قامت بخمس طلعات قتالية، لم تستطع قوات خليفة حفتر صد الهجوم، وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ليس لدي إحصائية عنها، فيما فقدنا 13 مقاتلاً من قواتنا، وتمكنا من دخول المنطقة، وسنستمر في التقدّم».
وأفاد المجعي باستمرار المعارك، مؤكداً تقدم قوات الوفاق في محاور السبيعة وعين زارة ووادي الربيع جنوب طرابلس، والزطارنة والقويعة ناحية الجنوب الشرقي.
وكان الناطق الرسمي باسم قوات الوفاق عقيد طيار محمد قنونو قد أعلن في تصريح صباح السبت عن إطلاق قوات الوفاق عملية عسكرية لاسترداد المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر جنوب طرابلس.
وقال قنونو «إن العمليات انطلقت منذ صباح اليوم الباكر وفق خطة عسكرية مُعدة، وبناء على التعليمات الصادرة، وشاركت فيها القوات البرية والطيران الحربي».