شددت الصحف اللبنانية الصادرة، أمس، على حجم التحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة التي أعلنت، مساء الخميس، بعد أكثر من ثمانية أشهر من استشارات صعبة معتبرة أنه لا يزال يتوجب القيام بالمزيد من العمل.
كتبت الكثير من العناوين أن “المهمة التي تشكل أولوية للحكومة الجديدة هي تجنيب البلاد الانهيار الاقتصادي” و مواجهة الصعوبات الاجتماعية من غلاء معيشي وبطالة، وفوقها أزمات النازحين. يفتح تشكيل الحكومة الطريق أمام لبنان للحصول على منح وقروض بمليارات الدولارات تعهد بها المجتمع الدولي دعماً لاقتصاده الصعب في مؤتمرات، أبرزها مؤتمر سيدر في باريس في أفريل الماضي. ربطت معظم الجهات الدولية والمانحة مساعداتها بتحقيق لبنان سلسلة إصلاحات بنيوية واقتصادية وتحسين معدل النمو الذي سجل واحدا في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية مقابل 9،1 في المئة في السنوات الثلاث التي سبقت اندلاع الازمة في سوريا العام 2011.
صدر مرسوم تشكيل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري والمؤلفة من 30 وزيراً يمثلون مختلف القوى السياسية الكبرى، بينهم أربع نساء، بعد خلافات على تقاسم الحصص وخشية من تدهور الاوضاع الاقتصادية.
تضم الحكومة الجديدة أربع سيدات من ثلاثين وزيراً، في سابقة هي الأولى في تاريخ الحكومات في لبنان، تتولى اثنتان منهن وزارتي الداخلية والطاقة اللتين تعدان من الحقائب الرئيسية.
لاقت خطوة اختيار النساء ترحيب منظمات وحملات داعمة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، آملة أن تكون مقدمة لمشاركة نسائية أكبر.
اختار تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري وزيرتين لتولي حقيبتين من خمس حقائب حصل عليها في الحكومة، كما اختار كل من التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع امرأة لتولي حقيبة من ضمن حصتيهما الوزاريتين.
للمرة الثانية، اختار الحريري الحسن المقربة منه لتمثيله في الحكومة كوزيرة داخلية، بعدما تولت حقيبة المالية في أول حكومة شكلها بين العامين 2009 و2011.
منذ مطلع التسعينات، عملت الحسن (52 عاماً) المنحدرة من مدينة طرابلس شمال لبنان، وهي أم لثلاث فتيات، في القطاع المصرفي وكمستشارة في وزارات عدة بينها المالية والاقتصاد ثم مسؤولة عن مشاريع عدة في رئاسة الحكومة ومع منظمات دولية لا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تحمل الحسن درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة.