شهدت مظاهرات السبت الحادي عشر لأصحاب «السترات الصفراء» بفرنسا مواجهات مع الشرطة، وجرت الاحتجاجات في العديد من المدن الفرنسية، وجاءت بعد عشرة أيام من إطلاق الإليزيه «الحوار الوطني الكبير»، بغرض احتواء هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة.
وسجّلت الداخلية الفرنسية، تجمع نحو 69 ألف متظاهر من «السترات الصفراء» في العديد من المدن الفرنسية، ولم تخلو كالعادة من المواجهات، أسفرت عن إصابة بليغة لأحد أبرز قادة الحراك في عينه بعدما أصيب بقذيفة للشرطة.
وقالت وسائل الإعلام الفرنسية، أن وتيرة التحرك تقلصت نوعا ما في باريس التي اجتمع فيها 2500 شخص هذا الأسبوع، مقابل سبعة آلاف الأسبوع الماضي.
وتشكّك السّترات الصفراء في الإحصائيات التي تقدمها وزارة الداخلية، وتقول أنها تتعمّد خفض أرقام المحتجين قصد التأثير على الرأي العام.
وفي وسط العاصمة الفرنسية، اندلعت بعض المواجهات في ساحة الباستيل ذات الأهمية الرمزية، ومركز تجمع العديد من مواكب «السترات الصفراء».
أعمال عنف
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخرطوم مياه لإبعاد متظاهرين كانوا يرمون مقذوفات على الشرطة في شارع قريب من الساحة، وتم التحقيق مع 22 شخصا في باريس، وفق مركز شرطة المدينة.
وتعهّد محتجّو «السترات الصفراء» بمناسبة الأسبوع الحادي عشر للتحرك ضد السياسات الاجتماعية والضريبية للحكومة، بأن يبقوا موجودين في الشارع وبأن تبقى أصواتهم مسموعة.
مطالب الاستفتاء
وفي الموكب الأكثر بروزا والذي بدأته الشخصية المثيرة للجدل إريك درويه، رفعت العديد من اللافتات المطالبة بإجراء «استفتاء المبادرة المواطنية»، أحد المطالب الرئيسية لـحركة «السترات الصفراء».
ولم تستجب الحكومة للدعوة إلى استفتاء، ومساء الجمعة، وبمناسبة «الحوار الوطني» الذي أطلقته الحكومة لتهدئة غضب الشارع، قال رئيس الوزراء إدوار فيليب بوضوح «الاستفتاء، فكرة تصيبني بالخوف».
ومن بين المتظاهرين، قلّة هم المقتنعون بـ «الحوار الوطني»، فيما يتم الاستماع إلى الآراء في أكثر من 1500 اجتماع في إطار هذا النقاش في أنحاء فرنسا كافة.
تولوز وبوردو مقلا التظاهرات
واحتجّ الآلاف في تولوز وبورودو، المدينتين الواقعتين في جنوب غرب فرنسا، واللتين كانتا معقلاً للتظاهرات.
كذلك، تظاهر الآلاف في مارسيليا (جنوب شرق)، حيث انضمّ إلى «السترات الصفراء» نقابيون من الاتحاد العام للعمل وفي ليون، احتج ألف شخص في جو متوتر وأطلقوا شعارات مطالبة باستقالة ماكرون.
وسجلت بعض أعمال الشغب في إيفرو في النورماندي (غرب)، وجرى إلحاق اضرار بمقر بنك فرنسا واستهدفت مباني الشرطة البلدية ، وفقا للسلطات.
وللمرة الأولى ستمنح الشرطة الفرنسية المزودة بجهاز الرصاص المطاطية الدفاعي المثير للجدل، كاميرات للمشاة، لضمان مزيد من «الشفافية»، وفق وزارة الداخلية، لدى استخدامها هذا السلاح غير القاتل مع اتهامات بأنه أدى إلى فقء عيون عدد من المتظاهرين.