باشرت بعثة الأمم المتحدة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غربي اليمن, امس الإثنين, مهامها, تنفيذا لاتفاق ستوكهولم المتوصل اليه بين طرفي الصراع : الحكومة اليمنية و الحوثيين, و ذلك بعد أسبوع من دخول الهدنة في المدينة حيز التنفيذ, وسط خروقات متقطعة, و عزم أممي على وضع حد للنزاع في اليمن.
وأكدت مصادر ميدانية في الحديدة أن فريق الامم المتحدة بقيادة الجنرال الهولندي, باتريك كاميرت, الذي وصل الى المحافظة قبل يومين قادما من العاصمة صنعاء, فى اطار جهود الامم المتحدة لوقف الحرب الدائرة في اليمن منذ 2014, دشن
رسمياً الرقابة على وقف إطلاق النار في المدينة الاستراتيجية التي كانت طيلة الاشهر الماضية, مسرحا لمعارك شرسة في محاولة من طرفي الصراع لفرض السيطرة على المنطقة.
وذكر مساعد مدير ميناء الحديدة,يحيى شرف الدين,أن الجنرال باتريك كاميرت بدأ مهمته بزيارة ميناء الحديدة الاستراتيجي وتفقد «أثار الدمار» الذي لحق بالمكان , وأطلق من هناك نداء الى طرفي الصراع لاحترام الهدنة المتوصل اليها في السويد.
و يسيطر الحوثيون منذ 2014 على الحديدة التي تحاول القوات الحكومية استعادتها منذ أشهر بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ونقل نفس المصدر عن المسؤول الاممي قوله للمسؤولين في ميناء الحديدة أن «المجتمع الدولي عازم على وضع حد للنزاع في اليمن و الحرب المنسية منذ سنوات» في هذا البلد. و شدد كاميرت على ضرورة «تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار» في
الحديدة و الذي تبناه أعضاء مجلس الامن الدولي بالاجماع في قرار أصدره الجمعة الماضية.
و سيواصل كاميرت مهمته بالتوجه الى خطوط التماس على جبهات القتال بين القوات اليمنية و الحوثيين امس الاثنين, على أن يترأس غدا الاربعاء اجتماع أول لجنة مشتركة (الحكومة و الحوثيين) مكلفة بتطبيق الهدنة و انسحاب جميع القوات المتقاتلة من الطرفين من المدينة والموانئ الثلاثة في الحديدة (الحديدة - الصليف - رأس عيسى) و التي تعتبر شريان الحياة الذي يعتمد عليه ملايين السكان للحصول على الغذاء في بلد تهدد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه.
وكانت مصادر اخبارية محلية أوضحت أن فريق الامم المتحدة «لن يكون مسلحا ولن يرتدي زيا موحدا» و سيقدم الدعم للإدارة وعمليات التفتيش في موانئ الحديدة وسيعزز وجود الأمم المتحدة في المنطقة.
وأوضح محافظ الحديدة الحسن طاهر, أنه وفقا لاتفاق ستوكهولم, يبدأ الحوثيون بالانسحاب من الموانئ الثلاثة وهي الخطوة الاولى التي سيتم البدء بها بعد سريان وقف اطلاق النار الذي بدأ الثلاثاء الماضي, ثم تأتي مرحلة الانسحابات من مدينة الحديدة, مؤكدا أن القوات الامنية المحلية «باتت جاهزة للقيام بمهامها في الموانئ والمدينة».
و كان اتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة دخل حيز التنفيذ يوم 18 ديسمبر الجاري بموجب اتفاق طرفي مشاورات ستوكهولم - الحكومة والحوثيين - التى جرت في الفترة من 6 الى 13 ديسمبر الجاري برعاية الامم المتحدة و الذي قضى بوقف
القتال و انسحاب جميع القوات من المدينة الساحلية وموانئها خلال 21 يوما.