التقت رئيسة الوزراء البريطانية أمس الثلاثاء نظيرها الهولندي مارك روتي في بداية مجموعة مشاورات تجريها مع القادة الأوروبيين، بهدف الحصول على ضمانات إضافية بشأن اتفاق بريكسيت. وتسعى ماي للتوصل إلى تطمينات تسمح بإقناع النواب البريطانيين بالموافقة على الاتفاق الذي تشير التوقعات إلى رفض غالبية أعضاء مجلس العموم له، سواء من المعارضة أم من الائتلاف الحكومي.
بعدما أصبح من شبه المؤكد أن الاتفاق لن يحظى بموافقة أعضاء مجلس العموم، اتخذت رئيسة الوزراء قرار إرجاء التصويت الذي كان مرتقبا أمس في مجلس العموم إلى أجل غير مسمى لإجراء جولة محادثات جديدة مع نظرائها الأوروبيين. والتقت نظيرها الهولندي مارك روتي في لاهاي أمس قبل أن تتوجه إلى برلين للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وترغب تيريزا ماي في أن تبحث معهم «القلق الذي تمّ التعبير عنه في البرلمان» البريطاني، كما أعلن ناطق باسم الحكومة.
لكن يبدو أن هامش المناورة ضيق أمام رئيسة الوزراء البريطانية.
فهي تواجه من جهة حزما من جانب قادة الاتحاد الأوروبي الـ 27، الذين كرّروا رفضهم إعادة فتح المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق في نهاية نوفمبر بعد 17 شهرا من المحادثات الصعبة والتقنية بين لندن وبروكسل.
ومن جانب آخر، تواجه معارضة نواب في مجلس العموم، من المعارضة كما من داخل غالبيتها، يطالبون بإعادة التفاوض على النص، لا سيما البند المثير للجدل المتعلق بإقامة «شبكة أمان» تنص على معاملة خاصة لإيرلندا الشمالية بهدف تجنب العودة إلى حدود فعلية مع جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.