موجة احتجاجات جديدة في فرنسا بسبب ارتفاع أسعار الوقود

الشرطـــة تستخــدم الغــاز المسيــل للدموع والشانزليزيـــــــه يتحـــول لساحـــة مواجهـــات

تحولت احتجاجات «السترات الصفراء» في العاصمة الفرنسية باريس إلى مواجهات بين المتظاهرين والشرطة، بعد أن استخدمت الأخيرة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الغاضبين من ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون.

أظهرت مقاطع فيديو، صورها محتجون ونشروها على حساباتهم الشخصية في تويتر وفيسبوك، النيران مشتعلة في شارع الشانزليزيه، وبعض مخلفات الغازات المسيلة للدموع.
في مواجهة حكومة فرنسية تصر على موقفها، أطلق المحتجون على زيادة الرسوم على المحروقات في حركة «السترات الصفراء»، أمس السبت، الفصل الثاني من تعبئتهم التي تتمثل بتظاهرة كبيرة في باريس، أثارت قلق السلطات، وتحركات في مناطق أخرى.
واستخدمت قوات الأمن في باريس الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه؛ لتفريق متظاهرين حاولوا اختراق طوق للشرطة في جادة الشانزيليزيه.
وتدفق مئات المحتجين بستراتهم الصفراء التي باتت رمز تحركهم، أمس ، على ساحة الايتوال ومدخل جادة الشانزيليزيه، وهم يهتفون «استقالة ماكرون» و«الشرطة معنا».
وقرر المحتجون القيام بتحركات في مناطق أخرى أيضًا، وخصوصًا في محيط الطرق المدفوعة ومحاور الطرق السريعة.
الحركة تلقى دعما واسعا من الفرنسيين
وقال أحد المتظاهرين كليمان جون (47 عامًا)، إن «الحكومة فعلت ما بوسعها لشيطنة التحرك الذي يجري في باريس». وأضاف هذا المهندس المعلوماتي الذي يعيش في إحدى ضواحي باريس: «نسمع نواب الجمهورية إلى الأمام (الحزب الحاكم في فرنسا) يقولون سنصمد لكن الحركة مستمرة وليست مستعدة للتوقف».
وبعد نجاح التحرك الأول في باريس، السبت الماضي ، عندما أغلق 282 ألف شخص محاور طرق ومواقع استراتيجية، تلاه أسبوع من التجمعات التي ضعفت تدريجيًا، يريد المحتجون تقديم عرض جديد لقوتهم.
وحاليًا يمكن لهذا التحرك أن يعتمد على دعم واسع من الفرنسيين. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «بي في آ«، تأييد 72٪ من الفرنسيين مطالب «السترات الصفراء» الغاضبين من زيادة رسم للبيئة أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات.
ومع أن طريقة التحرك تثير انقسامًا بين الفرنسيين (52٪ يؤيدون و46٪ يعارضون)، تشكل الحركة غير السياسية وغير النقابية، تحديًا حقيقيًا للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي لم يبد حتى الآن أي رغبة في تخفيف وتيرة إصلاحاته من أجل «تغيير» فرنسا.
لكن الرئاسة الفرنسية أعلنت أن رئيس الدولة سيطلق، الثلاثاء، «توجيهات للانتقال البيئي»، مؤكدًا أنه «تلقى رسالة المواطنين».
وقال عدد من كتاب الافتتاحيات، إن الهدف هوتجنب إحداث «شرخ» بين الفرنسيين. وكتب نيكولا شاربونوفي صحيفة «لوباريزيان»، أن «الشرخ هوعندما لا نعود نصغي إلى بعضنا ولا نحترم بعضنا وهذا هوأكبر خطر اليوم».
حشد 3 آلاف شرطي لتجنب الفلتان
أطلقت الدعوة إلى «الفصل الثاني» في باريس امس السبت، عبر شبكات التواصل الاجتماعي القناة الرئيسية لهذه الحركة الاحتجاجية، لكن كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي، لم يعلن عن أي تجمع.
وفي أجواء الغموض هذه، نشرت الحكومة، التي تريد تجنب أي فلتان بعد ما حدث في الأسبوع الأول من التعبئة (قتيلان و620 مدنيًا و136 من أفراد قوات الأمن جرحى)، قوات حفظ النظام «بمستوى استثنائي». وهي تخشى خصوصًا تسلل «شبكات عنيفة من اليمين المتطرف أواليسار المتطرف».
وأعلنت شرطة باريس أنها حشدت ثلاثة آلاف من أفراد القوات المتنقلة، وتحدثت عن «تجمعات متفرقة» في العاصمة.
وأعلن نحو35 ألف شخص على فيسبوك استعدادهم للمشاركة في تجمع كبير في ساحة الكونكورد في باريس، لكن السلطات منعت هذا التجمع؛ بسبب قرب الموقع من القصر الرئاسي.
ومنذ الفجر، أغلقت الطرق المؤدية إلى الإليزيه، والقسم السفلي من جادة الشانزليزيه وساحة الكونكورد، والجمعية الوطنية ومقر رئيس الحكومة.
وقال قائد الشرطة ميشال ديلبويش: «لا يمكن أن تجري أي تظاهرة أوتجمع أوموكب مرتبط بـ (السترات الصفراء) في هذه المنطقة».
اليمين المتطرف يدخل على الخط
ومن غير الوارد إطلاقًا لدى السلطات السماح لمئات من «السترات الصفراء» بالاقتراب من الإليزيه كما حدث الأسبوع الماضي.
لكنها سمحت لهم بالتظاهر في حديثة شان دي مارس تحت برج إيفل، وهي فرضية رفضها عدد من ناشطي التحرك.
وتؤكد الحركة أنها غير سياسية، لكن عددًا من نواب المعارضة مهتمون بها.
واقترحت رئيسة حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) مارين لوبن، تنظيم تجمع في الشانزيليزيه، بينما توقع جان لوك ميلانشون زعيم كتلة حزب فرنسا المتمردة، اليساري المتطرف في البرلمان، «تعبئة هائلة».
مسيرات نسائية
انطلقت امس السبت مسيرات نسائية في نحوخمسين مدينة فرنسية للتنديد بالعنف الجنسي والتمييز ضد المرأة. وجاءت التظاهرات النسائية بمبادرة من عدة جمعيات مدنية للمطالبة بإنهاء ظاهرة «الإفلات من العقاب التي ينعم بها المعتدون». وأطلقت الحركة على نفسها اسم «نحن كلنا» وكان أول ظهور رسمي لهذه الحركة في سبتمبر.
وتعتزم هذه الحركة، التي حظيت بدعم عدة جمعيات، بعد أن أبصرت النور في سبتمبر الانتقال من الأقوال إلى الأفعال للمطالبة بإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب التي ينعم بها المعتدون.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024