بعث المشاركون في الندوة الدولية حول ليبيا في «باليرمو» الايطالية برسالة هامة الى الليبيين وللمجتمع الدولي، تؤكد انسجام مواقفهم ازاء حل الازمة في هذا البلد وانشغالهم العميق بضرورة تحقيق المصالحة من أجل سيادة ووحدة أراضيها عبر التعجيل دون تردد في عقد مؤتمر وطني، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية.
تجانس المجتمع الدولي في موقفه حيال الازمة الليبية بدا جليا خلال اللقاءات التي عقدت على مدار يومين، بعاصمة إقليم صقلية بإيطاليا سواء في كلمات المشاركين بقاعة الاجتماعات للندوة أو في تصريحات المسؤولين على هامشها، فالحل السلمي وحده القابل للاستدامة والوضع السياسي والأمني الحالي لا يمكن أن يظل على ما هو عليه.
انتخابات الرّبيع المقبل
كما أضفت تصريحات مسؤولي البلد المضيف مسحة من التفاؤل والأمل، فقد صرح وزير الشؤون الخارجية الايطالي أن «ليبيا قد تجري الانتخابات الربيع المقبل بعد تقريب وجهات النظر بين الفرقاء».
جاء ذلك عقب اجتماع جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، مع رئيس الحكومة الايطالية، جيوسيبي كونتي.
وقالت مصادر في الحكومة الايطالية في ختام الاجتماع أن «الاتفاق الذي يتم التوصل اليه بشأن حل الازمة الليبية قوي وملزم للغاية وهو يمثل خطوة كبيرة، وهو يتجاوز توقعات الحكومة الإيطالية».
دعم للخطّة الأممية
البيان الختامي لندوة باليرمو ذكر بأن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 17 ديسمبر 2015، تحت مظلة الأمم المتحدة، يبقى الاطار الوحيد المتاح لإنجاز مسار شامل ومستدام من اجل تحقيق الاستقرار في ليبيا.
كما أحاط المشاركون في بيانهم الختامي، خطة عمل الأمم المتحدة من اجل ليبيا، بكثير من الاشادة والدعم و ناشدوا وبقوة الليبيين لعقد ملتقى وطني شامل بقيادة ليبية خلال الأسابيع الأولى من 2019 الى جانب ابرازهم لأهمية اعتماد إطار دستوري والشروع في إجراء الانتخابات في الربيع القادم. للتذكير، فقد تم تسجيل ارتياح لقبول أهم طرفين ليبيين وهما المجلس الرئاسي لطرابلس والفاعلين في بنغازي بما فيهم المشير حفتر لمخطط السلام الذي اقترحته منظمة الأمم المتحدة.
من جانبه، الممثل الخاص للأمين العام الى ليبيا غسان سلامة قال مخاطبا ابناء الشعب الليبي: «ليس هناك إلا حل سياسي ينبغي أن تبحثوا عنه أنتم، كما أن تأخره كل يوم أمر غير طبيعي، وغير سليم وغير مفيد لأولادكم الذين أجتمع بهم كل يوم».
واشنطن تؤكّد دعمها
أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، أن واشنطن تدعم بقوة المبعوث الأممي غسان سلامة وخطة العمل الخاصة بالأمم المتحدة التي أعيد تقويمها، والتي قدمها إلى مجلس الأمن في 8 نوفمبر. وذكرت الوزارة، في بيان نشرته سفارة الولايات المتحدة في ليبيا أمس، أن واشنطن مستعدة لدعم الحوار الاقتصادي بناء على طلب ليبيا وبالتنسيق الوثيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأوضحت أن «الشعب الليبي عانى كثيرا من انعدام الأمن وفساد النخب السياسية والجماعات المسلحة التي تستمر في نهب الموارد التي تعود إلى كافة الليبيين، ونقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية».
ومن مخرجات ندوة باليرمو، التأكيد على استعادة الأمن، وفق خطط فعالة، ومواصلة الحرب على الإرهاب، وكذا تسهيل مهمة عودة النازحين على مناطقهم الأصلية.