أكّد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة سيدي محمد عمار، أن احتلال المغرب وضمه بصورة غير مشروعة لأجزاء من إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية الاستعمار لا يزال يشكل العقبة الرئيسية أمام إنهاء الاستعمار من الإقليم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها محمد عمار باسم جبهة البوليساريو أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المتعلقة بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار التي تواصل أشغالها هذه الأيام بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي، أنّ السبب الجذري للصراع الطويل الأمد في الصحراء الغربية هو محاولات المغرب الفاضحة للاستحواذ على السيادة على إقليم خاضع لعملية تصفية الاستعمار وعلى جدول أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المتعلقة بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار.
وأبرز أنّ عملية إنهاء الاستعمار من إقليم الصحراء الغربية غير المتمتع بعد بالاستقلال، قد توقفت بشكل عنيف بسبب غزو المغرب العسكري واحتلاله للإقليم في 31 أكتوبر 1975، وهو «الاحتلال الذي استنكره مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بطريقة واضحة وقوية».
قرارات واضحة
وفي قراره 380 المؤرخ 6 نوفمبر 1975، شجب مجلس الأمن بشدة تنظيم ما يسمى «بالمسيرة الخضراء»، التي شكلت بداية الغزو العسكري للصحراء الغربية.
وتقول الفقرة 2 من منطوق القرار 380، إن مجلس الأمن «يدعو المغرب أن يسحب على الفور من إقليم الصحراء الغربية جميع المشاركين في المسيرة». كما أن الجمعية العامة، التي تمثل الصوت المشترك للمجتمع الدولي، قد شجبت بشدة الاحتلال المغربي، الذي تم في انتهاك لأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي».
وفي الفقرة 5 من منطوق قرارها 34 / 37 المؤرخ في 21 نوفمبر 1979، استنكرت الجمعية العامة «تفاقم الوضع الناجم عن استمرار احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب وتوسيع هذا الاحتلال ليشمل الإقليم الذي تم إخلاؤه مؤخرا من طرف موريتانيا».
وفي الفقرة 6 من منطوق القرار نفسه، حثت الجمعية العامة كذلك «المغرب على المشاركة في عملية السلام وإنهاء احتلاله لإقليم الصحراء الغربية».
وأكّد المتحدث أنّ المغرب هو قوة احتلال في الصحراء الغربية، وهذه حقيقة راسخة على الرغم من الجهود العقيمة التي تبذلها دولة الاحتلال والمدافعون عنها لإقناع اللجنة بخلاف ذلك.
استعداد للمفاوضات
وأبرز ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة أن «المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد هورست كوهلر، يحاول بعث حياة جديدة في عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة في الصحراء الغربية، ولقد قبلنا رسمياً دعوته لنا إلى اجتماع أولي مقرر عقده في جنيف أوائل شهر ديسمبر 2018، ونحن على استعداد للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تماشيا مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة».
وانتقد المصدر ذاته، عدم تحقيق تقدم ملموس على الأرض بالرغم من الاجتماعات الدولية حول القضية.
منتدى لحركات التحرر
قرّر المشاركون في الندوة الدولية لحركات التحرر التي التأمت اشغالها بمقر وزارة الخارجية الصحراوية بالشهيد الحافظ، تأسيس منتدى حركات التحرر والأحزاب الإفريقية.
كما أقرّوا تنظيم الاجتماع الثاني لهذا المنتدى السنة المقبلة بجنوب إفريقيا، بضيافة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
