وجهت اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة صفعة قوية للدبلوماسية المغربية وكشفت فشل مساعيها الرامية إلى تزييف الوقائع والحقائق القانونية المتعلقة بقضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار والتأثير على مكانة جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي.
فبعد أن طلبت دبلوماسية دولة الاحتلال المغربية وأبواقها الدعائية لمشاركة «عضوين منتخبين» من الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية في دورة اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار في شهر جوان الفارط وقبلها الحلقة الدراسية التي نظمتها اللجنة في شهر ماي في منطقة الكاريبي، جاء اليوم تقرير اللجنة السنوي لعام 2018 المقدم إلى الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليكشف زيف كل تلك الادعاءات وليضع الأمور في نصابها الصحيح.
وأكدت من جديد اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي طبقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك ضمن تقريرها السنوي لعام 2018 المقدم إلى الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
فبعد إشارتها في التقرير إلى المذكرة المتعلقة بالصحراء الغربية التي تضمنت رسالة من ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، أفرد التقرير فقرة خاصة (الفقرة 112) للإشارة الواضحة إلى الكلمة التي ألقاها ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أمام اللجنة حول موضوع الصحراء الغربية، مؤكداً بما لا يدع مجالا للشك على أن كلمة الممثل الصحراوي قد تمت وفقا لقرارات الجمعية العامة ذات الصلة، بما فيها القرار 34/37 المؤرخ في21 نوفمبر 1979، الذي يثبت ويرسخ بالنص الصريح كون جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
انتكاسة
وفضلا عن إعادة تأكيد اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والوضع القانوني للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار فإن هذا الموقف القوي والصريح الذي يرسخ مكانة جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي يمثل ضربة قوية أخرى وانتكاسة كبيرة لدبلوماسية دولة الاحتلال المغربية التي لجأت إلى كل أساليب الضغط والابتزاز والتضليل والتدليس من أجل ثني أعضاء اللجنة عن تأكيد هذا الموقف الثابت والمنسجم مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ويتطرق التقرير في فقرته 13 إلى هذه المسألة مشيراً بوضوح إلى تلقي رئيس اللجنة رسائل من «شخصين» من الصحراء الغربية طالبين دعوتهما للمشاركة في الحلقة الدراسية لعام 2018، وإلى أن القرار الذي اتخذه رئيس اللجنة بوصفه مشاركة هذين «الشخصين» في الحلقة المذكورة «كضيفي رئيس اللجنة» قد لقي معارضة قوية من بعض الدول الأعضاء.
الصورة الحقيقية
كما أكد تقرير اللجنة أيضاً وبجلاء على أن حضور هذين «الشخصين» للحلقة الدراسية قد تم على نفقتهما الخاصة، أي أنه تم بتمويل من الدولة المغربية المحتلة وليس من قبل الأمم المتحدة كما كان حال جميع الممثلين الرسميين للأقاليم غير المتمتعة بالاستقلال، بمن فيهم ممثل جبهة البوليساريو الذي شارك بدعوة رسمية من اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار.
وإضافة إلى ذلك، فإن التقرير يبين أن مداخلتي «الشخصين» في دورة اللجنة قد تمتا في إطار المداخلات التي ألقاها «طالبو الالتماس» أمام اللجنة والتي تضمنت أيضا وبنحو هام كلمات لخمسة متدخلين من الصحراء الغربية يمثلون الجالية الصحراوية بالولايات المتحدة الأمريكية الذين وضعوا اللجنة في الصورة الحقيقية لما تقوم به دولة الاحتلال المغربية من سياسات استعمارية وترهيب للمواطنين الصحراويين وانتهاك لحقوقهم ونهب لخيراتهم في خرق صارخ للوضع القانوني للإقليم ولقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الإنساني.