جددت منظمة الحقوقيين الأمريكيين، دعوتها إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، للإنتباه إلى الجرائم والانتهاكات الخطيرة والممنهجة للحقوق المدنية والسياسية للشعب الصحراوي بما في ذلك الحق في تقرير المصير والاستقلال، فضلاً عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الحق في التنمية ، مجددة إستعدادها الكامل للتعاون مع المفوضية من أجل حماية حقوق الإنسان وتعزيزها بالصحراء الغربية.
طالبت المنظمة، في مداخلة ألقتها الناشطة الصحراوية الشيخة عبد الله، أمام رئاسة مجلس حقوق الإنسان الأممي خلال مناقشة البند الثاني من جدول أعمال دورته العادية 39، بتنفيذ برنامج المساعدة التقنية وبناء القدرات والتعاون مع جبهة البوليساريو بما يتماشى مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلسها الإقتصادي والاجتماعي المتعلق بدعم المناطق المحتلة والشعوب غير المتمتعة بالإستقلال الذاتي.
تمتد الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، التي بدأت أشغالها; أمس الأول الإثنين ،إلى غاية 28 من الشهر الجاري، بمشاركة وفد صحراوي سلط الضوء على مجموعة من المواضيع كالإختفاء القسري والإحتجاز التعسفي بالإضافة إلى العدالة والحق في التعبير.
قلق عميق لتزايد وتيرة الانتهاكات المغربية
من جهتها، عبرت مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية عن قلقها إزاء الحالة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية التي باتت مصدر قلق عميق نتيجة تزايد وتيرة الإنتهاكات والجرائم التي ترتكبها أجهزة الإحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين، وحرمان الشعب الصحراوي من حقوقه الكاملة وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير.
كما تطرقت المجموعة بجنيف للحصار العسكري المفروض على الأراضي المحتلة، ومنع وصول وسائل الإعلام والمراقبين المستقلين والمحامين، مبرزةً الحاجة الماسة إلى إستئناف المفوضية لبرنامجها بإيفاد البعثات الفنية إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين.
كما عبّرت مجموعة جنيف عن قلقها من تأخر تنفيذ برنامج المساعدة التقنية وبناء القدرات من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بما يتماشى مع قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن «دعم الأقاليم والبلدان غير المتمتعة بالإستقلال الذاتي» من جانب الوكالات المتخصصة والمؤسسات الدولية المرتبطة بالأمم المتحدة، في الوقت الذي عبرت فيه جبهة البوليساريو في عدة مناسبات عن إستعدادها الكامل للتعاون مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
البوليساريو تجدد إستعدادها للمفاوضات المباشرة
جدد عضو الأمانة الوطنية والي ولاية العيون السيد محمد يسلم بيسط، إلتزام جبهة البوليساريو بدعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، وإستعدادها الكامل لإستئناف المفاوضات المباشرة مع دولة الإحتلال المغربية بحسن نية ودون أي شروط مسبقة.
وأبزر الدبلوماسي السابق، السياق التاريخي والقانوني للصحراء الغربية، منذ حقبة الإستعمار الإسباني وصولا إلى الإحتلال العسكري المغربي، الذي لازال لما يزيد عن أربعة عقود ينتهك حقوق الشعب الصحراوي بشكل يومي بدعم من حلفائه.
وأوضح محمد يسلم بيسط ، أن إنهاء معاناة الشعب الصحراوي نتيجة هذا الإحتلال الغاشم، تبدأ من خلال تنفيذ الحق في تقرير المصير، كما جاء في المادة 1 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية و الثقافية.
كما أضاف المسؤول الصحراوي، في محاضرة له ألقاها خلال الندوة التي نظمتها مجموعة جنيف لمساندة الصحراء الغربية، تحت عنوان «ثلاثة عقود للقضاء على الإستعمار، التقييم والتحديات في الصحراء الغربية»، أن مسؤوليات الأمم المتحدة لا تقتصر فقط على جهود المبعوث الخاص وبعثتها في المنطقة، بل كذلك مباشرة العمل بالقرار الذي إعتمدته الجمعية العامة بشأن تنفيذ إعلان منح الإستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، عبر إتخاذ إجراءاتها في هذا الصدد، إضافة إلى توفير المساعدة المعنوية والمادية حسب برنامج الأمم المتحدة لمنح المساعدات الإقتصادية والإجتماعية وغيرها للمناطق غير المتمتعة بالإستقلال الذاتي.
دعوة الامم المتحدة لدعم المناطق المحتلة
في موضوع الثروات الطبيعية للشعوب و البلدان الواقعة تحت الإحتلال، ذكر المتحدث في كلمته، بالقرار رقم 2621 الصادر في 12 أكتوبر 1970، الذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأنشطة الإقتصادية وغيرها من الأنشطة التي تؤثر بشكل أو بآخر على مصالح البلدان المحتلة، بالإضافة إلى التدابير الإدارية والتشريعية التي وضعتها في هذا الجانب قصد الحد من كل المشاريع والأنشطة الإقتصادية التي تخالف القانون أو تمس بأي شكل من الأشكال من مصالح وحقوق الشعوب المستعمرة كحالة الشعب الصحراوي.
إختتم السيد محمد يسلم بيسط، محاضرته بدعوة الأمم المتحدة، إلى التعجيل بتطبيق القرار الأخير لمجلسها الإقتصادي والإجتماعي، بخصوص تقديم الدعم للمناطق المحتلة والشعوب غير المتمتعة بالإستقلال الذاتي، من قبل وكالات الأمم المتحدة المختصة في هذا الجانب، مثل برنامج التعاون التقني وبناء الخبرات، وجملة من الأمور الأخرى التي من شأنها أن ترفع من مستوى إحترام وصيانة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية المحتلة ووضع حد للإستغلال غير المشروع لمواردها الطبيعية.
الذكرى 43 للوحدة الوطنية
شكلت اللجنة الوطنية للذكرى 43 للوحدة الوطنية لجانا فرعية بغية الإشراف الميداني على مختلف محطات الحدث المقرر أن تبدأ من 02 أكتوبر الى غاية 13 من نفس الشهر. بهذه المناسبة تهيب اللجنة الوطنية بكافة الوطنيين الصحراويين أينما تواجدوا ، في مخيمات العزة و الكرامة ، في الأرض المحتلة و جنوب المغرب و المواقع الجامعية، في الريف و المهجر و الجاليات استحضار أبعاد ودلالات هذا الحدث التاريخي المهم خاصة وانه يتزامن ومناقشة القضية الصحراوية في مختلف المحافل الدولية على مستوى مجلس الأمن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوروبي.