الرباط تستدعي سفيرة هولندا لديها للإحتجاج على تقرير لوزير خارجيتها حول «حراك الريف» يلقي «حراك الريف» بظلاله القاتمة على العلاقات المغربية الهولوندية، بعد أن انتقدت أمستردام بكلّ شجاعة سياسة القمع والاعتقال التي طالت نشطاء الريف الذين يقبعون بالسجون وتلاحقهم أحكام قضائية قاسية.
وفي السياق، استدعى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الأول، السفيرة الهولندية في الرباط، ديسيري بونيس، احتجاجاً على التقرير الذي قدمه وزير خارجية المملكة الهولندية، ستيف بلوك، الأربعاء الماضي، إلى برلمان بلاده، حول «حراك الريف» والأحكام القضائية الجائرة في حقّ العديد من النشطاء.
واعتبرت الرباط أن تقرير وزير خارجية هولندا المرفوع إلى برلمان لاهاي «يناقش شأناً مغربياً صرفاً معروضاً على المحاكم الوطنية، وينظر فيه القضاء المغربي، وبالتالي لا مجال للتدخل في شؤون داخلية للمملكة».
وجاء في التقرير الهولندي أن «معتقلي حراك الريف يعيشون ظروفاً سيئة داخل السجون»، وأن «الموقف النهائي للحكومة الهولندية سيتم الإعلان عنه عندما تنطق المحكمة بالأحكام النهائية»، طالباً من السلطات المغربية «الأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات».
وأورد التقرير المذكور أن السلطات المغربية اعتقلت أكثر من 800 ناشط على ذمة أحداث الريف التي اندلعت عقب مقتل بائع السمك محسن فكري، وبأن أكثر من نصفهم تمّ الحكم عليهم بالسجن، متوقفاً عند الحكم بـ20 عاماً على من بات يلقب بـ»زعيم الحراك» ناصر الزفزافي.
وأشار التقرير إلى أن سفارة هولندا في الرباط حضرت جلسات محاكمة ناصر الزفزافي ورفاقه في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مضيفا أن مسؤولي السفارة تواصلوا مع هيئة دفاع المعتقلين. كما تحدث التقرير عن «الحضور الخجول» لمسؤولي سفارات مختلف دول الاتحاد الأوروبي طوال فترة المحاكمة.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات بين المغرب وهولندا تصعيداً، فقد سبق لوزير الخارجية المغربي أن احتج لدى السفيرة الهولندية بالرباط في جوان الماضي، عقب تصريحات وزير خارجية بلاد الأراضي المنخفضة تنتقد فيها الأحكام التي صدرت في حق معتقلي الريف.
وكان الوزير الهولندي، قد دعا أثناء مثوله أمام برلمان بلاده آنذاك، نشطاء الحراك الذي يتواجدون في هولندا إلى الحذر عند توجههم إلى المغرب، تعليقا على إدانة 53 معتقلا من «حراك الريف» بعقوبات سجنية وصلت في مجموعها إلى 300 سنة سجنا نافذا.
وتعيش في هولندا جالية مغربية كبيرة، خاصة أبناء المناطق الشمالية في الريف. ونظمت هذه الجالية وقفات احتجاجية للضغط على الحكومة الهولندية من أجل التدخل لإطلاق سراح المعتقلين.
وشهدت منطقة الريف طيلة عام منذ أكتوبر 2016، عدة مظاهرات باتت تعرف بـ»حراك الريف» للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة ومحاربة البطالة، مما دفع السلطات لتفريق المتظاهرين أكثر من مرة واعتقال عدد من الناشطين على رأسهم ناصر الزفزافي الذي يعتبر قائد الحراك قبل أن تحكم عليه بعشرين سنة سجنا نافذا.