نـــــزوح قيـــــاسي مــــن مناطـــــق الاشتباكـــــــات

إيطاليـــــا تحمّل فرنســـــا مسؤوليـــــة الفـــــوضى الأمنيـــــة بالعاصمــــــة الليبيــــــة

 

 قال عضو لجنة الأزمة طرابلس عبد الباقي البوعيشي إن الأوضاع حاليًا في العاصمة الليبية  يشوبها «الهدوء الحذر»، مضيفًا أن هناك وقفا لإطلاق النار إلى الآن.
أوضح البوعيشي،  أن المدينة تعاني حاليًا نقصًا في البنزين تسبب في بعض الازدحام، مؤكدًا أن «الأوضاع الإنسانية صعبة جدًا في مناطق الاشتباكات، خاصة وأن بعض المناطق تشهد ظلامًا تامًا منذ عشرة أيام».
ولفت البوعيشي، في سياق تصريحه، إلى عائلات لم تتمكن من الخروج من مناطق الاشتباكات وأخرى رفضت ترك منازلها، مضيفًا أنه إلى الآن هناك العديد من نداءات الاستغاثة يطلقها المدنيون بسبب نقص الطعام والدواء.
ودعا البوعيشي إلى فتح ممرات آمنة للهلال الأحمر والصليب الأحمر لإيصال الطعام والدواء لهؤلاء العالقين وإخراج من يرغب في المغادرة.
 وقال إن عدد العائلات النازحة من مناطق الاشتباكات إلى الآن 1825 عائلة؛ 350 منها نزحت إلى مدينة ترهونة، و140 عائلة أخرى إلى مدينة بني وليد، و1180 في طرابلس وضواحيها.
واضاف إن 70% من سكان المنطقة نزحوا بالفعل وهناك 30% من العائلات رفضت، متوقعًا نزوح ما يقرب من ألف عائلة أخرى في حال استمرت الاشتباكات.
حريق بمحيط السفارة الأميركية
أكدت السفارة الأميركية امس  عدم تأثر مباني مجمعها السابق في العاصمة طرابلس بحريق اندلع في خزانات للوقود بطريق المطار بالمدينة.وقالت السفارة،  في تغريدة بحسابها على «تويتر» إن «المجمع السابق للسفارة في العاصمة لم يتأثر بالحريق الذي أصاب خزان للوقود في منطقة محيطة».
وكانت هيئة السلامة الوطنية طرابلس الاحتياطية، أعلنت في وقت سابق امس، على «فيسبوك»، استنفار كامل وحدات المحرقة طرابلس نتيجة احتدام الاشتباكات قرب خزانات النفط بشركة البريقة.
وأفاد شهود عيان بمحيط السفارة الأميركية، في منطقة طريق المطار، باشتعال حريق بمقر السفارة، مضيفًا أن وحدات الدفاع المدني لم تتمكن من دخول المنطقة بسبب كثافة النيران.
 ايطاليا توجه أصابع الاتهام لفرنسا
من ناحية ثانية ،  نفت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني  الليبية امس  الثلاثاء انسحاب بعثة السفارة الإيطالية  من العاصمة طرابلس بسبب الاشتباكات التي تشهدها.    
وأكدت إدارة الأمن الدبلوماسي بوزارة الداخلية  أنها «تنفي  الإشاعات بانسحاب بعثه السفارة الإيطالية من طرابلس».   
كما طالبت  كل عناصرها القاطنين داخل طرابلس بضرورة العودة إلى  مقراتهم ووظائفهم وممارسة اعمالهم والواجبات المنوطة بهم  للمجاهرة بالأمن  وحفظا للنظام خاصة امام المقرات والبعثات الدبلوماسية.   
وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن مغادرة طاقم السفارة الإيطالية طرابلس الاثنين بسبب المخاوف الأمنية المرتبطة بالاشتباكات المسلحة.
كما  فنّدت الحكومة الإيطالية، لإثنين، فرضية تدخلها لمساعدة حكومة فايز السراج المحاصرة من الميليشيات المتمردة، وأكدت رفضها القاطع للتدخلات العسكرية في ليبيا.
ونقلت صحيفة «لاستامبا» عن مسؤولين في الحكومة أن إيطاليا تواصل متابعتها عن كثب لتطورات الأوضاع على الأرض، معربة بالفعل عن قلقها العام ودعوتها إلى وقف الأعمال العدائية على الفور، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة.
ودعم  وزير الداخلية،  ماتيو سالفيني، هذا التوجه، وقال إبان خروجه من قصر شيغي « مقر الحكومة»: «أستبعد التدخلات العسكرية التي لا تحل أي شيء.
وتابع سالفيني الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء:  «أنا قلق، أعتقد أن هناك من يقف وراء ما يحدث في طرابلس، شخص ما شن حربًا لا ينبغي القيام بها، والذي يريد إجراء انتخابات دون سماع آراء الحلفاء والفصائل المحلية، أي شخص يريد أن يجبر الآخرين على تصدير الديمقراطية» في اشارة الى فرنسا .
 بعثة السفارة  لم تنسحب
واعتبر أن إيطاليا ينبغي أن تكون بطل التهدئة في ليبيا،» يجب ألا تنتصر غزوات الآخرين الذين لديهم مصالح أخرى على الصالح العام وهو السلام «.
وعبّر عن أقصى درجات الدعم للسلطات الليبية المعترف بها دوليًا، وشكر باسم الإيطاليين خفر السواحل الليبي الذي يواصل القيام بعمله بشكل إيجابي».
 من جهتها حملت وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا، فرنسا جانبا من المسؤولية عن الوضع الليبي، ونفت نية بلادها التدخل العسكري في هذا البلد.
وكتبت ترينتا عبر فيسبوك: «فرنسا تتحمل من هذه الناحية جزء من المسؤولية، ولا يمكن إنكار أن هذا البلد، هو حاليا في هذا الوضع لأن أحدهم في 2011، قدم مصالحه على مصالح الليبيين وأوروبا نفسها».
ورغم ذلك، اعتبرت ترينتا أنه من الضروري المضي قدما والتحرك معا من أجل سلام واستقرار الشعب الليبي.
وتدور اشتباكات بين قوات حكومة الوفاق وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة  ترهونة (80 كلم) جنوب العاصمة منذ عشرة ايام  في بعض مناطق جنوب  طرابلس خلفت سقوط 41 قتيلا و 123 جريحا بحسب إحصائية طبية.  
   وفي سياق متصل أكدت قوة الردع الخاصة (قوة مكافحة الجريمة) بوزارة  الداخلية بحكومة الوفاق عدم هروب أي من نزلاء مؤسسة الإصلاح والتأهيل (سجن)امعيتيقة.    
ويقع سجن امعيتيقة داخل قاعدة جوية بطرابلس والتي يوجد بداخلها مطار امعيتيقة  الدولي  الذي علق الرحلات الجوية به بسبب تعرضه لسقوط قذائف عشوائية.
وتمكن 400 من نزلاء سجن «عين زارة» بالعاصمة طرابلس يوم الأحد الماضي من  الفرار جماعيا من السجن بعد ارتفاع حدة الاشتباكات في محيط  السجن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024