أعلنت وزارة الصحة الليبية أن المواجهات العنيفة التي اندلعت الاثنين في طرابلس بين فصيلين مسلحين ؛ أدّت إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح العشرات، في حين أعلن وزير الداخلية الليبي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وجرت الاشتباكات قرب معسكر اليرموك بمنطقة صلاح الدين في الضاحية الجنوبية الشرقية من العاصمة الليبية طرابلس، وقال سكان ومصادر أمنية إنهم شاهدوا استخدام دبابات وشاحنات صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة.
والمثير أن الاشتباكات وقعت بين «اللواء السابع مشاة» المنضوي تحت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني، أو ما تسمى كتيبة «الكانيات» من جهة، وبين
كتيبة «ثوار طرابلس» وكتيبة «النواصي» المنضويتين تحت وزارة الداخلية التابعة بحكومة الوفاق أيضا.
5 قتلى حصيلة اشتباكات العاصمة
وأدانت حكومة الوفاق الوطني أمس هذه الاشتباكات، ووصفتها بأنها هجوم مسلح تشهده ضواحي العاصمة بين «جماعات خارجة على القانون» تقوم بأعمال عنف «تروّع» المواطنين، وقالت إنها ستلاحق الضالعين في هذه الاشتباكات، بينما أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن «قلقها العميق»، ودعت كل الأطراف «لوقف كل العمليات العسكرية بشكل فوري».
في الأثناء، أعلنت شركة الكهرباء الوطنية تضرر شبكاتها، وحذّرت من إمكان حدوث «انقطاع كامل» للكهرباء في المدينة التي تخضع أصلاً للتقنين.
في السياق بحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، مع السفير الروسي لدى ليبيا، إيفان مولوتكوف، أمس التصعيد العسكري الجديد في طرابلس ومسائل أخرى.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على حسابها في تويتر ، بأن مباحثات المبعوث مع السفير تناولت الحاجة إلى استعادة الهدوء وحماية المدنيين، وتطرقت إلى آخر التطورات في ليبيا، بما في ذلك استحقاقات الاستفتاء والانتخابات.
وكانت ضواحي جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس شهدت منذ الأحد تصعيدا عسكريا خطيرا تمثل في اشتباكات عنيفة .
من ناحية ثانية ، قالت الحكومة الإيطالية، إن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس هذا الاسبوع تشكل «مبرّرا» لتأجيل الانتخابات الليبية المرتقبة خلال العام الجاري، واصفة إجراءها في ديسمبر المقبل بأنه مسألة»غير واقعية».
وكتب وكيل وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة الإيطالية، غوليلمو بيكي- رابطة الشمال- في تغريدة على موقع «تويتر»، أن « اقتراح ماكرون بإجراء التصويت في جلسة معلنة ، وسط التهديد الذي تشهده طرابلس يشبه سياسته الأوروبية غير الواقعية».
وجاء حديث المسؤول الإيطالي، تعليقًا على تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق الاثنين خلال مؤتمر لسفراء بلاده، شدد فيه على المضي قدمًا في اتفاق باريس الأخير بين الفرقاء الليبيين والقاضي بإجراء الانتخابات في العاشر من الشهر الأخير للعام الحالي.
وتشكل تلك التصريحات مواصلة لاتهامات هاجم فيها رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبه كونتي، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن استحالة إجراء انتخابات في ليبيا نهاية العام الجاري، بحسب المبادرة الفرنسية.
واتهمت الحكومة الإيطالية، في وقت سابق، فرنسا بـ«التسرّع» في ليبيا، محذّرة من «فرض» موعد معين لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالبلاد .
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن تحديد تاريخ الاقتراع من باريس أو روما أو نيويورك، «لا يساعد في عملية تهدئة تحتاج إلى مزيد من الوقت».
وشدّد المسؤول الإيطالي على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا، لكنه حذّر من محاولة فرض موعد لهذا الاستحقاق، ودعا بالمقابل، إلى مراعاة ظروف الليبيين للتصويت بسلام.
واتهم ماتيو سالفيني فرنسا بتنظيم مؤتمر حول الأزمة الليبية في وقت غير مناسب، مشدّدًا على ضرورة أن يكون المؤتمر المرتقب حول ليبيا «بروما خلال الخريف المقبل أكثر انفتاحًا وأكثر احترامًا».
وشكّلت ملفات الهجرة والإرهاب والاقتصاد أبرز نقاط الصراع الفرنسي الإيطالي على ليبيا، خاصة بعد صعود اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الإيطالية في مارس الماضي .
المشاركة في مكافحة الإرهاب
أعلنت قبائل الطوارق الليبية الإثنين، استعدادها للمشاركة في جهود مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله في البلاد.
وبحث ممثلون لهذه القبائل في مدينة أوباري جنوب ليبيا، الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، ما انعكس سلبًا على حياة المواطن.
واستنكر المجتمعون «تكالب قوى الشر» واستهدافها ليبيا بمخططات «قذرة» لتفتيت نسيجها الاجتماعي، والسيطرة على مقدراتها ومواردها الاقتصادية.
وأعلنوا، خلال الاجتماع، «رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من تبثت عليه جريمة الإرهاب من أبنائنا».
ودعا الطوارق إلى «وضع الترتيبات اللازمة والكفيلة بدعم عملية الانتخابات على المستوى البلدي والبرلماني والرئاسي.
وحملوا المجتمع الدولي «المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية عن تدخله في ليبيا، ودعم بعض الدول لما يجري من فوضى، دفع المواطن الليبي ثمنها باهظًا».
ودعوا الأمم المتحدة إلى إنشاء صندوق لدعم الإعمار في ليبيا، تساهم فيه جميع الدول المشاركة في التدخل في ليبيا.