احتضنت جامعة سعد دحلب في البليدة 1 ، احتفالية ثقافية شارك فيها ممثلون من طلبة قدموا من آسيا وأوروبا وأمريكا، جسدوا في مشاهد فنية وعروض تمثيلية تراث بلدانهم، وركزوا في عروض على التنوع والتلون التراثي والثقافي، في لوحات سحرية جذابة و جميلة، أراد من ورائها العارضون أن يوجهوا رسائل للعالم بأن بالتراث يمكن بناء «مجتمع عالمي متجانس»، وتحتويه للتاريخ كتب، تحفظها مع مرور السنين للاطلاع والمرجعية.
الاحتفالية التي أبدع في تصويرها طلبة قدموا من مختلف جامعات وجهات العالم، حملوا في ملبسهم والديكورات المختارة دلائل وإيقونات جغرافية وتاريخية، من بلاد الغال و من أرض الهند والسند، ومن سهول وهضاب الهنود الحمر وقبائل الأمازون، ومن عاصمة أرسطو وأفلاطون، تزامنا مع شهر التراث، حيث تم اختيار كل بلد بحسب خصوصيته وخلفيته، فيما تميز الديكور الأكبر عرض « كتب « مفتوحة، زينتها معلومات عن مفكرين وفلاسفة وأدباء العالم، كل بتعريفه وبيبلوغرافيته، وهنا كان المقصد والغرض المهم.
ممثل عن دولة جمايكا كشف لـ «الشعب» أن الخلفية من المشاركة هي للتعريف ببلده رغم بعده الجغرافي، ونقص المعلومات عنه بين سكان شمال إفريقيا، والتركيز على الجانب الثقافي وبالأخص إعطاء كل الاهتمام والتشديد على «المطالعة والكتاب» ، وقال أيضا انه وبالرغم من الصورة السوداوية والسلبية عن جوانب من بلده، إلا أنها تملك موروثا ثقافيا غنيا.
في السياق ذاته، كشف مسؤول منظم، إنهم اختاروا وضع جوانب من الحضارتين الرومانية واليونانية جنبا إلى جنب، بالرغم من الاختلاف البارز، بينهما وكذا التباين التاريخي الظاهر في مضامين كل واحدة منهما، حتى يستعرضوا مدى التمازج والتطور في المشهد الثقافي الحضاري، كون الاختلاف لا يعني بالضرورة العزلة والتخلف.
أجمع المشاركون على أن الحدث الذي انتقل إلى كليات وأروقة الجامعة، جاء لإبراز البعد الحضاري للجزائر والثقافي منه بالأخص، ومدى التباين أيضا في الشخصية الثقافية الوطنية وأعماقها الضاربة في الحضارات، ما تزال أثارها شاهدا على قوتها وعمقها، و الإشهاد أن « الكتاب « و الاطلاع على مكنوناته ومضامينه، هو الغاية الأبدية التي لا يستطيع لا التطور العلمي ولا التكنولوجيا أن يمحوه أو يمسحوه من ذاكرة «الإنسان « و احتياجه له عبر الأزمان والأكوان.
حضور التنوّع الثقافي بجامعة البليدة 1
الكتاب تذكرة وتذكار..سفر نحو تراث العالم
شوهد:299 مرة