تحــوّل تاريخي حـاسم تفرضـه التّكنولوجيات الحديثـة

من الرّكح إلى الشاشة..ماذا تبقّى من المسرح الكلاسيكي؟!

الوسـائط الإلكترونيــة تمكّـن من توثيـق العــروض وحفــظ ذاكرة المسـرح

الرّقمنــة..أفق جمـالي يُعيـد تعريـف العلاقة بين الفـن وجمهوره

يعتبر الفن الرابع من أهم الفنون التي تستقطب جمهورا واسعا، محبّا للفرجة والاستمتاع بما يجود به الركح من أعمال تعانق الابداع وتنتصر لجماليات الفن، فالمسرح أحد أهم الروافد الثقافية والفنية التي تساهم في صناعة وتشكيل الوعي والفكر لدى الانسان وترسيخ الهوية الوطنية لديه، فليس المسرح مجرد وسيلة للترفيه وتمضية وقت، بل هو مساحة حرة للتعبير عن واقع المجتمع وقضاياه السياسية والثقافية والاقتصادية، يثير النقاش في مسائل مهمة ويفتح المجال للتفكير بشأنها. فالركح أو الخشبة منبر للتواصل الاجتماعي يحفز الجمهور على المشاركة والتفاعل فيما يخص قضاياه.
المسرح الجزائري غني ومتفرّد بأعماله المتنوّعة، يولي القائمون عليه جهودا مضنية للارتقاء به، ومحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المتفرّجين، وذلك من خلال استغلال الثورة التكنولوجية الحاصلة في العالم، والاستثمار في التقنيات الرقمية التي يتولد عنها منجز إبداعي من نوع آخر، وقد وجّد العديد من رواد المسرح في الوسائط الالكترونية، فرصة هائلة للخروج بالعمل المسرحي من مجاله الضيق أو الخشبة إلى فضاء أرحب نحو الشاشة الزرقاء لصنع الفرجة والمتعة وسط جمهور أبي الفنون.
تمنح التكنولوجيا الحديثة لمختلف الفنون أبعادا جديدة ذات جمالية، على غرار المسرح، دفعت بالمخرجين والفنانين إلى انتهاج مسار الرقمنة التي تقدم الجودة في الصوت والصورة، وتقدّم أشكالا فنية ممتعة ورؤى جديدة. ويؤكّد ذوو الشأن، أنّ المسرح لم يعد اليوم مقتصرا على الفضاء التقليدي، بل صار عابرا للقاعات والجغرافيا، يتسلّل عبر الشاشات والهواتف، ويبلغ المتلقي أينما كان، مشيرين إلى أنّ المسرح الجزائري يقف اليوم على عتبة تحوّل حاسم، هذا التحول لا يعني بالضرورة تخلّي المسرح عن هويّته أو جوهره، بل هو بمثابة أفق جمالي جديد يُعيد تعريف العلاقة بين الفن وجمهوره، ويضع المسرح أمام تحدي البقاء في زمن تتغير فيه قواعد التلقي والاتصال.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025