مساهمة

قالوا لنا الكثير منذ أن كنّا صغارا

بقلم: مليكي نادية / مستغانم

قالوا لنا كونوا كما كنّا نحن صغارا نخبركم بصنيع آبائنا حتى انتقلت إلينا مجبرين، كنا حين أخذنا منهم لائحة الطلبات وعدناهم بالمثل نعمل  أو أكثر بقليل على حسب رواج فكرنا نبني دنيانا كما نرغب نحن، لكن نعلم أنكم تراقبوننا فتغضبون حين لا نضيف وصفاتكم السحرية كما ترونها أنتم، وبالتالي نعزم الوصل فقط لغض طرف أبصاركم عنا وإبعاد انتقاداتكم عنّا...
وأصبحنا كما شئتم بعقل كما عقولكم فقط بعض التغييرات الطفيفة وهكذا أنتم سعداء بنا!!!
وها نحن جيل اليوم بخليط الأمس كذالك من لمسة آبائنا، كبرنا فصرنا عهدة نحسد عليها ليس لأننا تفوقنا في الدراسة لا لا لكننا أبناء الشرف والكرم والجود وضف حتى النسب، وقد يصنف الاخير في أعلى المراتب وبه التفوق السادي يسري في العقل، فيتكبر ويختال في مشيته على أرواحنا حتى يطغى وليس عيبا طبعا لكن العيب أن يصبح مخدر طاعن في الكيان حتى ننسى من نحن بالضبط ولما خلقنا الله وما هي العبادة الحقة.
نمشي بالفعل وراء هذي الأفكار المستوحاة من العرب القدامى بنفحة من الجاهلية الأولى، نتجاهل ما حثّه علينا ديننا الإسلام ولا ننساه وكأنه مجرد كتاب القرآن موضوع على سند الخشب نحمله وقت التلاوة فقط متناسيين الفحوى الحقيقي الذي تحتويه الآيات.
أصبح الدين للأسف من صنيع فكر متحجر متعصب يقول كن وإن لا يكون يصبح الآخر مذموما محروما مختل الثبات...
شخصيات للأسف درست وتعلمت لكن في حدود مقصية عن الدين الحقيقي وفحواه النبيل اليسير.
نحن ملك لله الواحد ولسنا ملكا لأحد من العالمين..
نحن صنيع قراراتنا وأقدارنا خلقنا بامتياز، وكل المثل العليا في كتاب الله الحكيم علينا وعليكم أن تبلغوا اقصى درجات العلم به وإتقان كلماته ما بين كل كلمة وأخرى بمعاني ليست كما علموكم آبائكم ومن قبل أجدادكم....
فتبّا لمسيرة إنسان مرغم الاتخاذ نراه مستبشرا أو كما يخيل لنا لكنه في الصميم يسأل ألف سؤال وسؤال، ولا يستطيع البوح لأنه مرغم التكتم ليرضي المجتمع ولا يرضي الله ولا حتى نفسه...فأيّ حياة حقّت؟؟!!!!
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024