نظمت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لتبسة ندوة فكرية برعاية والي الولاية، بقاعة المؤتمرات بمدينة تبسة موسومة بـ « الصلح.. قيمة ومنهاج « نشطها فضيلة الدكتور «السعيد بويزري « نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وحضرها إلى جانب السلطات المدنية الأمنية والعسكرية ورئيس وأعضاء المجلس الشعبي الولائي، ونواب البرلمان عن الولاية، جمع من ممثلي الأسرة الثورية، وفعاليات المجتمع المدني وأعيان ووجهاء الولاية وأئمة المساجد.
يهدف كما أوضح القائمين عليها، إزالة أسباب الفرقة بين الأفراد والمجتمعات واحتواء النزاعات والقضاء على أسبابها ومسبباتها والعمل على إصلاح ذات البين وحماية المجتمع من التفكك والحرص على توجيه وإرشاد أفراد الأسرة والمجتمع إلى توخي الأساليب المثلى في التعامل الاجتماعي والمجتمعي والزيادة في منسوب الوعي لتأصيل قيم التسامح ونشر ثقافة السلم، ومحاربة التطرف والمظاهر العنيفة المادية والمعنوية. والي الولاية وفي معرض كلمته الافتتاحية نوّه بهذه المبادرة القيمة في مدلولها والعميقة في مدلولاتها وأهدافها مضيفا أنها تأتي تناغما مع مبادرات كثيرة شهدتها الولاية مؤخرا، تعزيزا لقيم التضامن وتثبيتا لقيمة التآخي والعمل التطوعي مثل ندوة محاربة ظاهرة العنف ومبادرة نظافة المدن والقافلة التضامنية الصحية وغيرها، وأضاف «وكلها مبادرات تحيي القيم النبيلة والأصيلة في مجتمعنا التبسي وتساهم في الارتقاء بالولاية سلوكيا ومجتمعيا وتنمويا»، مشيرا الى «ان الهدف منها تفعيل طرق احتواء النزاعات ورأب الصدع بين الأفراد، انطلاقا من قيم ديننا الحنيف وترسيخ عامل الثقة وردم الهوة بين المواطن والإدارة ، وتعميق ثقافة الحوار والتواصل والتصالح، مثمنا «قانون المصالحة الوطنية الذي جسده وفعله رئيس الجمهورية «.
بدوره فضيلة الدكتور « السعيد بويزري « أثنى على هذه المبادرة، واصفا إياها بالمبادرة التي تعمل على تفجير منابع الخير وتقوى الروابط الأسرية والمجتمعية تحت سقف قيم الدين الإسلامي الحنيف، وتناول الدكتور في مداخلته الأحكام والأصول الشرعية والاجتماعية والقانونية لمنهاج الصلح وقيمته مستشهدا بأمثلة من التاريخ ومستحضرا مواقف كثيرة من الكتاب والسنة ومن الرصيد المجتمعي والعرفي الجزائري المتوارث جيلا عن جيل، وعدد المواد القانونية التي تساير موضوع الصلح وتعده سندا تنفيذيا، معتبرا «أن النصوص القانونية تنسجم تماما مع ما ورد في نص القرآن والسنة وما تأصل في المجتمع».
