تفاعل الحضور كثيرا أول أمس بمكتبة شايب دزاير بالجزائر العاصمة، مع موضوع اللقاء الثقافي الذي نشّطه أحمد غريغ أحسن دكتور في علم الفلك وباحث في مركز البحوث في علم الفلك والجيو-فيزياء والاسترو-فيزياء، والذي دار محوره حول كتاب العلامة والأديب محمد بن أبي شنب الذي يحمل عنوان «أمثال من الجزائر والمغرب الغربي» والخاص بالأمثال والأقوال الشعبية الجزائرية والتونسية والمغربية التي جمعها في 3 مؤلفات ليصل عددها 3500 مثل.
الكتاب الذي يقول الدكتور أحمد غريغ أحسن، قد ضمنه العلامة بن أبي شنب في جزء أول 1000 مثل، قام بجمعها سنة 1905 وتفسيرها وترتيبها حسب التسلسل الأبجدي، ليضيف جزء ثاني وثالث سنتي 1906 و1907 ليصل إلى العدد المذكور أعلاه، ويبين أن الأمثال والأقوال جزء لا يتجزأ من الشخصية والهوية الجزائرية والمغاربية، يصنع أملها وحكمتها وتفاعلها مع كل مواقف الحياة.
وقبل الحديث عن كتاب الأمثال، تعرض المتحدث إلى حياة الأديب والعلامة، قائلا عنه أن معرفة الرجال كنوز والبحث في حياته ومسيرته كنز كبير لا سيما وأن أبي شنب هو «الذي كان له من الذكاء والعزيمة والفضول والقابلية إلى التعلم ممّا أهله لتعلم العديد من اللغات الأجنبية، وأن يصبح أول جزائري حامل لشهادة الدكتوراه في العصر الحديث».
وأصبح يقول د - أحمد غريغ أحسن، «لابن المدية علاقات وطيدة مع المستشرقين الأوروبيين وكان أول من نشر بالغة العربية والفرنسية وكانت أيضا له فرصة المحاضرة في العديد من الجامعات الأوروبية ومناظرة كبار أساتذتها».
وصرح من جهته علي صخري مؤطر اللقاء قائلا إن الأمثال الشعبية التي جاء بها كتاب العلامة بن أبي شنب، تعكس الحياة اليومية للمجتمع الجزائري والمغاربي وللفرد وتفكيرها، فهي تتطرق تارة للفرح والتفاؤل وأخرى للموعظة ومرات أخرى للحزن وعقبات الظهر، وللمرأة نصيب وافر في الأمثال المقدمة، التي شكلت الأدب الشفوي لمجتمع اعتمد اللسان والمحاكاة عود الكتابة واهتم بكل صغيرة وكبيرة من الحياة اليومية والتعبير عنها بالكلمة الموزونة والمعنى الحكيم.
وأجمل ما ميز اللقاء هو التفاعل الكبير للحضور، حيث قدم العديد منهم من الأمثال والحكم، ما قد يشكّل مادة غزيرة لإصدار جديد، الأمر الذي يبين جليا إن للأمثال الشعبية وقع جميل في ذاكرة الجزائري وهي جزء وطيد في شخصيته وثقافته.
