احتضنت دار عبد اللطيف بالعاصمة عرض نهاية السنة لورشات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، التي نظمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بالشراكة مع جمعية الفن الجميل، في ختام موسم من العمل التربوي الجاد والمنتظم.
على امتداد عام كامل، أشرفت جمعية “الفن الجميل” على تنظيم سلسلة من الورشات التعليمية، موزعة على ثلاث مستويات: التمهيدي، شبه المتقدم، والمتقدم، بهدف نقل تقنيات وأسرار الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية إلى الأجيال الصاعدة، في إطار رؤية فنية ترنو إلى حفظ التراث الموسيقي وتكريسه في الوعي الجمعي.
وقد شكّل العرض الختامي تتويجا لمسار تعليمي طويل، إذ اعتلى التلاميذ ـ من الجنسين ومن مختلف الأعمار ـ ركح دار عبد اللطيف ليقدموا باقة من القطع الموسيقية التي عكست نضجهم وتطورهم الفني، وسط أجواء حميمية اتسمت بالاحترام العميق لأصالة هذا الفن الراقي، وانسجام تام مع روح المدرسة الجزائرية في أدائها وبصماتها.
الحضور الذي تنوّع بين أولياء، فنانين، مهتمين بالشأن الثقافي، وممثلين عن المؤسستين المنظمتين، عبّر عن إعجابه بالمستوى المقدم، مثمنا الجهد المبذول من طرف المؤطّرين والأساتذة الذين لم يدخروا جهدا في مرافقة التلاميذ وتوجيههم طيلة الموسم الدراسي.
هذا العرض الفني المتميز لم يكن مجرد حفل ختامي، بل محطة تذكر بأهمية ترسيخ التربية الفنية كمسار طويل النفس، يتطلب رعاية مؤسساتية، وإشرافا أكاديميا، وشغفا دائما من أجل أن تبقى الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية نابضة في الذاكرة، ومتجدّدة على ألسنة وأوتار الأجيال المقبلة.