يسهم في بناء ذاكرة جماعية..السعيد قادم لـ “الشعب”:

النّقد السّينمائـي ليس ترفـا ثقافيا.. بل ضرورة بنيويـة

موسى دباب

يرى الدكتور السعيد قادم، أستاذ بالمعهد الوطني العالي للسينما، أنّ النقد السينمائي ليس ترفا ثقافيا ولا ممارسة هامشية، بل ضرورة بنيوية تضبط مسار الإنتاج، وتحفز الذائقة الفنية، وتسهم في بناء ذاكرة جماعية تحفظ تطورات الفن السابع في الجزائر.

 أكّد الدكتور قادم في حديثه لـ«الشعب”، أنّ “النقد السينمائي، سواء في شكله الأكاديمي أو الصحفي، هو أداة فعالة، ومن أهم الأساليب الناجعة لصناعة سينماتوغرافية ناجحة، من خلال كونه غربالا للأفلام المنتجة، ومراقبا ومساهما في توجيه وتحسين الإنتاج”.
ويرى أنّ النّقد “يساعد الجمهور السينمائي والمنتجين والمخرجين على الفهم الأعمق للقيم الجمالية والرسائل الثقافية للفيلم، من خلال تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، والدرامية، والهوية، والثورية، والثقافية، والخيالية، والتوثيقية”.
وشدّد قادم على أنّ وظيفة النقد لا تنحصر في تحليل الأفلام المتميزة فقط، بل تمتد إلى “إعادة بعث التجارب المهمشة”، مشيرا إلى أن للنقد دورا في “تشكيل أذواق الجمهور وخلق نقاش ديناميكي حول المواضيع والأساليب التقنية والجمالية المستعملة”.
وعن أثر النقد في بناء الذاكرة الجماعية للسينما، أكد أن “للنقد دور في توثيق تطورات السينما، ممّا يجعل ما يكتب حول فيلم معين مرجعا للأجيال القادمة، ويعزّز استمرارية النقاش الفني”.
وفي قراءته التاريخية لتطور النقد في الجزائر، بين المتحدّث أنّ الحقبة التي تلت الاستقلال كانت خصبة على مستوى الممارسة النقدية، موضّحا أنّ “النقد السينمائي لعب دورا مهما في الستينيات والسبعينيات، وساهم في ترسيخ الهوية الوطنية عبر السينما، خاصة من خلال الأفلام الثورية وتمجيد رموز المقاومة”. وأضاف قائلا “النقاد آنذاك كانوا حلقة مهمة في مشروع ثقافي يربط بين الفن والهوية، واهتموا بإبراز أعمال ذات قيمة فنية متميزة، كأفلام محمد لخضر حمينة ومرزاق علواش، مما شجع على إنتاج سينمائي فني رفيع”.
إلاّ أنّ هذا المسار، حسبه، عرف تراجعا منذ التسعينيات بسبب قلة النقاد وتراجع الأطر المؤسسية، مشيرا إلى أن “غياب النوادي السينمائية، والمجلات المتخصصة، والبرامج النقدية، قلص من فرص قيام نقد منهجي بناء، فبقيت الأعمال دون تقييم، وتكررت نفس أطر الإنتاج الركيكة”.
ورغم هذا التراجع، يرى الدكتور قادم أنّ السنوات الأخيرة شهدت انتعاشا نسبيا في الساحة النقدية، بفضل مبادرات فردية وأكاديمية. وقال في هذا الصدد “ظهرت مبادرات أكاديمية لإعادة اٍحياء النقد السينمائي متبعة بالإرادة السياسية في النهوض بالإنتاج السينمائي الجزائري، منها مساهمات البروفيسور أحمد بجاوي، والناقد سليم أغار، وعيسى شريط الذي تناول السينما من زاوية الهوية، إلى جانب فاطمة بلحاج التي ركزت على تمثيل المرأة”.
كما أشار إلى أنّ الأطروحات الجامعية والمقالات العلمية باتت تغذي المسار النقدي، وتعيد له الاعتبار، مبرزا أهمية التكوين الأكاديمي في النهوض بالمجال، لا سيما بعد إنشاء المعهد الوطني العالي للسينما محمد لخضر حمينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025