احتضن مركز الفنون بديوان رياض الفتح (OREF) فعاليات صالون السياحة والحلي التقليدي “خيط الروح”، المنظّم من طرف GAIA Event Planner ، والذي امتد من 5 إلى 13 جويلية الجاري، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 63 لعيدي الاستقلال والشباب. تظاهرة جمعت بين التراث والموضة، وبين الحرفية والإبداع وسط حضور لافت من العائلات والزوار والمهتمّين بالصناعات التقليدية.
شهد اليوم الأول من الصالون تنظيم عرض أزياء مميز، كان بمثابة استعراض بصري للهُوية الجزائرية في أبهى تجلياتها، حيث تنقّل الحضور بين ألوان وخيوط تروي تاريخ مناطق الجزائر المختلفة، من القبائل إلى الصحراء، مرورًا بالشاوية والمزابية وغيرها.
وقد أبدع المصمّمون المشاركون في تقديم تصاميم حديثة مستوحاة من أزياء الأجداد، مزجوا فيها بين الحلي التقليدي والنقوش المحلية واللمسات العصرية، ما جعل العرض بمثابة جسر بين الماضي والحاضر، وبين الهوية والابتكار.
صنعة تقليدية تتزيّن بإبداع متجدّد
المعرض المصاحب للعرض ضمّ تشكيلة غنيّة من الحلي التقليدي، المطرزات، الأقمشة المصبوغة طبيعيًا، ومنتجات حرفية تمثّل مختلف الولايات الجزائرية، حيث أن الزائر لم يكن أمام مجرّد سوق لاقتناء المعروضات، بل أمام متحف حيّ يُعرض فيه التاريخ بأسلوب فني وتجاري في آن واحد.
وما ميّز المشاركة الحرفية هذا العام هو الحضور النسوي اللافت، حيث حضرت المرأة الحرفية كمنتجة ومبدعة، تعرض أعمالها بفخر وتروي قصصا عن الأمّهات والجدات من خلال قطع الحلي والأزياء.
كما شهدت التظاهرة إقبالا واسعا من الجمهور، من مختلف الفئات العمرية، حيث توافدت العائلات والمهتمين بالصناعات التقليدية والطلبة وحتى السائحين.
وقد أبدى الزوّار إعجابهم بالتنظيم وجودة المعروضات، مؤكّدين أن هذه الفعاليات لا تقدّم فقط محتوى ثقافيًا، بل تساهم في بناء جسر متين مع الذاكرة الشّعبية، وتعزّز الفخر بالانتماء الوطني.
ورشات للأطفال وسهرات فنية
“خيط الرّوح” لم يكن مجرد معرض تقليدي، بل صالونا متكاملا بنَفَس تفاعلي، حيث تضمّن برنامجه اليومي ورشات موجهة للأطفال لتعليم بعض الحرف اليدوية، مثل تقنيات التطريز وصنع الحلي من مواد بسيطة، ما يمنح الجيل الجديد فرصة لاكتشاف عالم التراث من خلال الممارسة.
كما عرفت الأمسيات الفنية مشاركة فنانين شباب قدّموا وصلات موسيقية مستوحاة من التراث الشعبي، في سهرات جمعت بين الإبداع الحي والتواصل الثقافي العفوي.
وقد أوضح القائمون على التظاهرة، أن الهدف الأساسي منها هو إعادة الاعتبار لفنون الحلي التقليدي والترويج للسياحة الثقافية الداخلية، من خلال إبراز خصوصية كل منطقة جزائرية عبر منتجها التقليدي.
كما أكّدوا أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تمكين الحرفيين اقتصاديًا، وتوفير فضاءات عرض وتسويق تليق بمنتجاتهم، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على الصناعات التقليدية كرموز لهوية أصيلة ومعاصرة في آنٍ واحد.