حراك دبلوماسي واقتصادي مكثف في مختلف الاتجاهات

الاقتصاد الجديد يستقطب كبريات الشركات العالمية

آسيا قبلي

ورشة مفتوحة بفضل إصلاحات رئيس الجمهورية وحزمة القوانين المحفزة

حولت السياسات التنموية الجديدة التي انتهجتها الجزائر وكذا الانفتاح السياسي على مختلف الشركاء، الجزائر إلى مركز استقطاب المستثمرين الأجانب من كبريات الشركات العالمية، كما دفع عديد الدول إلى إبرام اتفاقيات تعاون في المجال الأمني، نظرا لتبني الجزائر تشريعات جديدة لمكافحة كل أشكال الجريمة المنظمة والعابر للأوطان. وقد تجسد ذلك في حراك دبلوماسي واقتصادي كبير شهدته الجزائر على مدار شهري جوان المنصرم وجويلية الحالي.

توافد ممثلو عديد الشركات العالمية على الجزائر بحثا عن فرص استثمار في سوق جزائرية تعتبر ورشة مفتوحة بفضل إصلاحات رئيس الجمهورية، حيث حلت وفود عن أكبر الشركات الأمريكية والرائدة عالميا في مجال الطاقة، وكذا الشركات الروسية والأوروبية وعلى رأسها إيني الإيطالية. فيما سارع سفراء دول أوروبية أخرى إلى تباحث فرص الاستثمار الطاقوي، بينما قررت الصين تعزيز العلاقات التجارية الثنائية بإعفاء كل السلع الجزائرية من الرسوم الجمركية.

عمالقة الطاقة في الجزائر

حلّ وفد شركة «شيفرون»، عملاق الطاقة الأمريكي بالحزائر، حيث استقبله رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لتباحث سبل تعزيز التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال الطاقة، خاصة في قطاعي النفط والغاز.
كما استقبل السيد الرئيس، نائب رئيس شركة «إكسون موبيل» المكلف بالتنقيب العالمي، حيث تباحثا سبل الاستثمار في الجزائر، خاصة وأن الشركة تمتلك خبرة كبيرة في التنقيب عن الغاز باستعمال أحدث وسائل التكنولوجيا.
يذكر، أن اتفاقا وقّع شهر جانفي 2025 بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات «ألنفط» وشركة «شيفرون» الأمريكية الرائدة عالميا في قطاع الطاقة، بهدف إنجاز دراسة حول موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية».
كما وقع مجمع سوناطراك، اتفاقية مبدئية مع الشركة الأمريكية للنفط والغاز «إكسون موبيل» بغرض تطوير التعاون بين الطرفين في مجال استكشاف وإنتاج المحروقات.
إلى جانب ذلك، بحثت الشركة الأمريكية للطاقات المتجددة «هيكاتي»، سبل إنجاز مشروع مدمج لإنتاج الهيدروجين الأخضر لتلبية احتياجات صناعة الحديد والصلب بمركب توسيالي التركي العامل بالجزائر، هذا من جهة.
من جهة أخرى، أكد المدير التنفيذي لشركة الطاقة الإيطالية «إيني»، كلاوديو ديسكالزي، عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، مطلع الشهر الحالي، عن رفع إجمالي استثمارات الشركة ليتجاوز 8 ملايير دولار، في حال نجحت المشاريع المقرر إنجازها بالشراكة مع الجزائر.
بدوره شدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتعاون الإنمائي بمملكة بلجيكا، ماكسيم بريفو، على التزام بلاده بتعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي مع الجزائر. في الوقت الذي تسعى هولندا إلى تعزيز استثماراتها، خاصة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر.
وفي سياق بناء علاقات متوازنة، على قاعدة رابح- رابح، تلقى وزير الدولة وزير الخارجية أحمد عطاف، مكالمة من مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أكد فيها ضرورة تفعيل مجلس الشراكة لتنظيم الشراكة الجزائرية- الأوروبية، والذي يعني الشروع الفعلي في مراجعة اتفاق الشراكة بين الطرفين، بما يحفظ مصالح الطرفين.

المستقبل مع «آسيان»

وموازنة بين الشركاء الاقتصاديين غربا وشرقا، حل رئيس الشركة الروسية «جيوتاك» رومان بانوف، لبحث سبل تعزيز التعاون والشراكة في مجال البحث والاستكشاف المنجمي والنفطي، والذي عرض رغبة الشركة في التعاون، بالنظر إلى فرص الاستثمار الكبرى التي يوفرها السوق الجزائري، وكذا التزام الشركة بنقل التكنولوجيا وتكوين الكفاءات المحلية. من جانبها انضمت الجزائر إلى معاهدة الصداقة لدول جنوب شرق آسيا «آسيان»، وهو الانضمام الذي من شأنه أن يفتح آفاق تعاون واسعة وأسواقا جديدة بين الطرفين، ويعزز التعاون مع خامس أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وفي خطوة استراتيجية أعلنت الصين عن إعفاء كل السلع الجزائرية من الرسوم الجمركية. ويهدف الإجراء إلى دعم الصادرات الجزائرية وتنويعها، خاصة وأن الصين تعد شريكا تجاريا رئيسيا للجزائر، وتجمعهما اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين منذ 2014.

تعاون أمني

وبعيدا عن الطاقة، وقعت كل من الجزائر وسويسرا اتفاقية للتعاون الثنائي بين شرطة البلدين، تهدف إلى تعزيز التعاون بين شرطة البلدين لمجابهة مختلف أنواع الجريمة، لاسيما تلك العابرة للأوطان والجرائم الاقتصادية والمالية وكذا الجرائم ذات الصلة بالهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، إلى جانب مكافحة جرائم المخدرات، والأمن السيبراني وتبادل الخبرات وبرامج التكوين بين شرطة البلدين. كما تأتي الاتفاقية تمتينا للتعاون القائم بين البلدين في مجالات العدالة والشرطة ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
من جهة أخرى، أشاد سفير المملكة المتحدة بالجزائر، بالتقدم المعتبر للتعاون بين البلدين، خاصة في مجالات العدالة والدفاع والتربية والتجارة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19858

العدد 19858

الإثنين 25 أوث 2025
العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025