أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس الاثنين، بالجزائر العاصمة، أن العمليات الفدائية التي نفذها أعضاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني في التراب الفرنسي سنة 1958، أكدت على شمولية الثورة التحريرية وعلى وفاء أبناء الجزائر بمدها إلى عقر دار المستعمر.
خلال إشرافه على افتتاح ندوة نظمها المتحف الوطني للمجاهد تحت شعار «ذاكرة المقاومة في المهجر ودور الجالية في بناء الجزائر المنتصرة»، بمناسبة الذكرى 67 للعمليات الفدائية لفيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا يوم 25 أغسطس 1958، اعتبر ربيقة أن هذه العمليات تعد «محطة معلمية في المسار النضالي للثورة الجزائرية وشهادة حية على شمولية المعركة التحريرية وعلى وفاء أبناء الجزائر البررة».
وأضاف، أن هذه العمليات «لم تكن رسالة قوية للاستدمار الفرنسي فحسب، بل صيحة مدوية إلى العالم أجمع مفادها، أن الجزائريين لا يقهرون وأن ثورتهم لا يمكن محاصرتها جغرافيا، لأن الوعي الثوري قد غمر كل شبر من جسد الأمة داخل الوطن وخارجه»، وهو الشأن الذي مكن هؤلاء الأشاوس من نقل «الثورة إلى عقر دار المستعمر، في مشهد بطولي عكس عزم الطموح وعمق التنظيم وقوة الإرادة وصلابة الإيمان بالحرية».
وإزاء ذلك، قال ربيقة إن «هذه الملحمة الخالدة لا تقرأ فقط من زاوية الأحداث الميدانية أو الأبعاد السياسية، بل من واجبنا أن نستحضرها كمرآة تعكس صورة الجزائر المكافحة، الجزائر التي لم تخضع ولم تستكن وأن الشعب الجزائري لا يقبل المساومة حينما يتعلق الأمر بسيادته وكرامته».
وأشار إلى أن «بنات وأبناء الشعب الجزائري سواء كانوا داخل الوطن أو في المهجر يحملون في جوهرهم رابطا مع الوطن وشعورا بالانتماء وهو ما نشهده اليوم في جاليتنا التي كانت ولاتزال أحد أعمدة الوفاء ورافدا فاعلا في الدفاع عن الجزائر وحماية مكتسبات ثورتها وتمتين أواصر التلاحم بين أبنائها».
ولم يفوت ربيقة السانحة للتذكير بالعناية والاهتمام الذي يوليهما رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للجالية الوطنية بالخارج. مذكرا في هذا الشأن، بالقرارات الهادفة إلى ربط الجالية بوطنها الأم وتمكينها من المساهمة الفعلية في بناء الجزائر المنتصرة، التي أقرها السيد الرئيس.
وتخللت الندوة شهادات حية لعدد من المجاهدين حول العمليات الفدائية لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، فضلا عن تكريم أفراد من الأسرة الثورية.