تقرّر تعليق برنامج الأطفال «العطلة بالألوان»، الذي يرعاه المسرح الجهوي «عبد القادر علولة» لوهران، بسبب تواصل أشغال إعادة تهيئة وصيانة أجزاء مهمّة منه، بما في ذلك الشرفة الجانبية لقاعة العرض التي تعرّضت لانهيار جزئي بداية شهر سبتمبر الماضي، بحسب ما علم لدى المكلفة بالإعلام لدى المسرح، الآنسة سناء الزاوي، التي ضربت موعداً مع التميز والإمتاع، فور إعادة فتح هذه المؤسسة الثقافية.
إعادة فتح المسرح الجهوي شهر جانفي 2017، يسمح للجمهور بالاستمتاع مجددا بمختلف العروض المقترحة من طرف فرقة المسرح الجهوي لوهران وكذا التعاونيات والجمعيات الناشطة في الحقل الثقافي بالولاية، التي عبّرت عن تذمرها واستيائها من تأخر فتح ركح المرحوم «عبد القادر» المغلقة أبوابه منذ أكثر من 4 أشهر من تاريخ الحادثة، بعد أن عوّد جمهوره على برمجة منتظمة ومتواصلة على مدار السّنة للأطفال والكبار، على حد سواء.
وكان والي وهران عبد الغني زعلان، قد نفّذ عدّة زيارات تفقدية لورشة تهيئة وترميم هذا المرفق المشيد في 1900، حيث أعطى التعليمات للمقاولة التي تشتغل وفق ميزانية وضعتها الولاية بضرورة الرفع من وتيرة العمل، قصد تسليم هذا الصرح الثقافي في أقرب الآجال، خصوصا وأن الولاية مقبلة على عدة تحديات فنية وثقافية هامة.
يحدث هذا في وقت تستعد فيه الباهية وهران، بتاريخها العريق ومعمارها الفريد، لاحتضان أرقى تظاهرة فنية عربية، تجمع نجوم أبي الفنون ورواده في الوطن العربي، وذلك في إطار الدورة التاسعة من المهرجان المسرحي العربي الذي ارتأت هيئته الخاصة أن تنتظم دورته التاسعة «عز الدين مجوبي» في مدينة وهران الحزائرية بمدينتي وهران ومستغانم خلال الفترة بين 10 إلى 19 جانفي 2017، وذلك بمشاركة عروض كلّ من المغرب والجزائر وتونس والأردن والإمارات العربية المتحدّة وغيرها.
وكان المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، قد أكّد في بيان صحفي، حرص الجهات الجزائرية المعنية، بتهيئة كل الظروف والإمكانات لخدمة إنجاز دورة تظل فاصلة في تاريخ المهرجان من ناحية، وفي المشهد المسرحي الجزائري الذي يعمل بدأب ليكون في مقدمة الحركة المسرحية في الوطن العربي.
بحسب نفس البيان، اعتبر الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، أن انعقاد دورة المهرجان في بلد المليون ونصف المليون شهيد، بلد كاكي وبشطارزي وعلولة ومجوبي وبن قطاف ونخبة كبيرة من الفنانين الذين أسهموا بشكل كبير في الحركة المسرحية العربية، هو بحد ذاته حدث استثنائي، وأن الهمة العالية والاستعداد الكبير الذي يبديه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، كلها مؤشرات وبشارات لدورة ستشكل منعطفاً تصاعديا في حضور المهرجان عربيا.
ولفت عبد الله إلى أن هذه الدورة تستمر على مدار عشرة أيام كاملة، بدلا عن سبعة أيام، ويمتد إشعاعها إلى ولايات عديدة مثل الجزائر وعين تيموشنت وسيدي بلعباس ومعسكر وتلمسان وسعيدة، ليحقق أكبر أثر لهذا الحدث المتنقّل في أكثر من مدينة، يستفيد شبابها من ورشات وأعمال تطبيقية هامة، مثلما يمتد المؤتمر الفكري ليعقد ندواته في تسعة أيام من المهرجان الذي يحظى برعاية سامية من لدن السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، وبإشراف صاحب معالي وزير الثقافة والسيدين واليي وهران ومستغانم.
