دعا مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة بالأغواط، الباحثين للمشاركة في الاستكتاب الدولي المعنون بـ “التنشئة الأسرية لقيم المواطنة في المجتمع الجزائري”، بأوراق بحثية تناقش إشكالية “هل للتنشئة الأسرية دور مؤثر هام في إرساء قيم المواطنة لدى المجتمع الجزائري؟”، وذلك قبل الفاتح من شهر ماي الداخل.
يترأّس اللّجنة المشرفة على مشروع الكتاب الجماعي الدولي الموسوم بـ “التنشئة الأسرية لقيم المواطنة في المجتمع الجزائري”، الدكتور السعيد جقيدل أستاذ بحث بالمركز، ويرافقه في جمع المادة العلمية أساتذة وباحثون مختصون في العلوم الانسانية.
يهدف هذا المنجز الجماعي المرتقب إلى تسليط الضوء حول مدى ارتكاز مسؤولية الأسرة في تربية الأطفال على غرس قيم المواطنة التي تشمل الانتماء، المسؤولية، والولاء للوطن. وذلك عبر مشاركتها الفعالة في تنميته من خلال الحوارات اليومية، والقصص التاريخية، والنماذج القدوة، التي من شأنها أن تعزز في نفوس الأطفال مشاعر الانتماء والفخر الوطني.
وأيضا من خلال الفعاليات المجتمعية، مثل الاحتفالات الوطنية وورش العمل، التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز قيم المواطنة. بحيث عندما تشارك الأسر في هذه الفعاليات، يجد الأطفال أنفسهم في وسط من التجارب الحية التي تعزز من انتمائهم لمجتمعهم ووطنهم.
يركّز الاستكتاب بشكل واف ومعمق على التنشئة الأسرية، باعتبارها عاملاً أساسيًا في تشكيل قيم المواطنة في أي مجتمع، حيث تلعب الأسرة دورًا محوريًا في نقل القيم والمبادئ الأساسية التي يتبناها الأفراد في حياتهم اليومية، في المجتمع الجزائري، حيث تُرجع التوطئة العامة الخاصة بالمنجز في ذات الصدد، بأن المسألة المطروحة تكتسب أهمية خاصة نظرًا للتحديات الاجتماعية والسياسية التي يواجهها الوطن، وكذلك التراث الثقافي الغني الذي يؤثر على كثير من جوانب الحياة.
ولهذا الغرض، تم اختيار ثلاثة محاور جوهرية تعكس أهمية الموضوع القائم حول التنشئة الأسرية، ودورها في تغير الأفراد بما يسمح لهم القيام بأدوارهم الاجتماعية، وتهيئتهم وفقا للقيم والمعايير والتوجهات السائدة والمعتقدات المشتركة في المجتمع الذي ينتمون إليه ويعيشون فيه، بما في ذلك دور الخلية الأساسية في تشكيل مجتمع متكامل تتحكم فيه الأعراف والعادات والتقاليد، وفوقهم سلطة القانون، ضمن قانون اجتماعي في الحياة يساهم في معرفة الأفراد والجماعات لواجباتهم وحقوقهم.
تتعلق محاور الاستكتاب حول عنصري “التنشئة الأسرية وتأثيرها في المجتمع الجزائري”، و«قيم المواطنة ودورها في المجتمع الجزائري”، إلى جانب ما تقتضيه التنشئة الأسرية لقيم المواطنة في المجتمع الجزائري، وذلك عند مواجهة التغيرات الاجتماعية، (التربوية التعليمية والأخلاقية) والتكنولوجية (وسائل الإعلام والاتصال) و(المنظومة القانونية).
ومجملا، يعكس الاستكتاب الذي قارب على استكمال عملية جمع أوراق المشاركين البحثية، تأثير التنشئة الأسرية لقيم المواطنة في المجتمع الجزائري، باعتبارها قضية حيوية تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، المدرسة، والدولة، إذ من خلال دعم هذه القيم منذ الصغر، يمكن بناء جيل جديد يمتلك حسًّا عاليًا بالمسؤولية والانتماء، ممّا يسهم في نهضة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.