خلال افتتاحه نشاطات الصالون الدولي للكتاب

وزير الثقافة يستذكر فقيدي المشهد الجزائري

قصر المعارض: أسامة إفراح

30%  من مداخيل الدول خدمات ثقافية

افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي نشاطات الصالون الدولي للكتاب، صبيحة أول أمس الخميس، بمداخلة تطرق فيها إلى رؤيته لواقع ومستقبل النشر بالجزائر، كما كان المداخلة سانحة للترحم على أرواح المثقفين والمبدعين الذين فقدناهم هذه السنة. أما الفترة المسائية فشهدت تكريم الوزير لرئيس الوفد المصري ضيف شرف الصالون، وتمّ الإعلان عن اختيار الجزائر ضيف شرف صالون القاهرة للكتاب لسنة 2018.
أكد وزير الثقافة بأنه أراد أن تكون الخطوة الأولى في افتتاح النشاطات الثقافية لصالون الكتاب تذكّر من فقدناهم. وبدأ ميهوبي مداخلته بالتذكير ببعض الأسماء التي فقدتها الساحة الثقافية الجزائرية السنة الجارية، على غرار الراحل بوعلام بسايح، رجل الدولة والثقافة الذي ترك وراءه إرثا ثقافيا مهما من المؤلفات في الإبداع والتاريخ والفن الشعبي والسينما وغيرها، والشيخ بوعمران المفكر المثقف الذي تحمل عددا من المسؤوليات أستاذا وباحثا وأكاديميا ووزيرا للثقافة ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى.
كما ذكر وزير الثقافة نبيل فارس الذي ترك العديد من المؤلفات المرتبطة بتاريخ الجزائر، وعبد الرحمن زكاد الذي كان حاضرا في كل النشاطات والمحافل الثقافية وعرف بغيرته على الكتاب والفكر، وعرف بحرصه على أن تكون الثقافة عنصرا أساسيا في حياة الناس، يقول ميهوبي.
ولم يغفل المتحدّث الفقيد الطاهر بن عيشة، الإعلامي المجاهد المفكر صاحب السجالات والنقاشات التي كثيرا ما تأخذ بعدا كبيرا في الرأي العام، يقول ميهوبي، واصفا إيّاه بالمشاكس المعروف بجرأته الثقافية والفكرية. وذكر أيضا ابن غرداية الشاعر الصادق خباش الذي تخرج على يده الكثير من الأساتذة، والمثقف والمترجم حميد ناصر خوجة الذي ترك وراءه العديد من الأعمال المهمة خاصة في التعريف بالأدباء الجزائريين، والمتخصص في شعر جون سيناك، والشاعرة الجزائرية أمال جبران التي توفيت في تونس، وعمي مولود “الذي كنا نمرّ دائما بمكتبته الخاصة بالكتب القديمة بديدوش مراد، وكان محبا للكتاب ومشجعا للمطالعة.. هذه الأسماء من الواجب ومن الوفاء أن نتذكرها اليوم، ونكرمها إما بتنظيم ندوات أو بإطلاق أسمائهما على المكتبات والمرافق الثقافية، وقد شرعنا في ذلك فعلا”، يؤكد ميهوبي.
كما تطرّق الوزير إلى التكفل بالحاجات الاجتماعية والصحية للمثقفين والفنانين عن طريق ديوان حقوق المؤلف، وذلك بفضل القوانين الصادرة مؤخرا والمتعلقة بإمكانية الحصول على التقاعد، إلى جانب نوع آخر من الدعم تقوم به المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، من خلال التكفل بطبع بعض الكتاب الجزائريين الذين لم تسمح ظروفهم بأن يطبعوا أعمالهم.
وأشار ميهوبي إلى أن الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال افتتاحه صالون الكتاب، تحدث عن ضرورة تسويق الكتاب الجزائري إلى الخارج. واعتبر ميهوبي بأن الجزائر تتوفر اليوم على الكثير من الناشرين المختلفين الذين يملكون إمكانيات النشر والتوزيع، “ولكن نقطة ضعف النشر الجزائر هو العجز عن إنشاء سوق تجارية في الخارج”. وأضاف بأن “السوق الداخلية متوفرة مع التشجيع على فتح المكتبات التجارية.. ستكون هناك نصوص تنظيمية تنظم قانون النشر والكتاب، وهناك حوالي 15 نص نقدمها تباعا”.
وطلب ميهوبي من الناشرين تقديم المقترحات اللازمة لنشر الكتاب الجزائري في الخارج، لأنهم المعنيون بالدرجة الأولى بذلك، والوزارة جاهزة للدعم والمرافقة وتذليل الصعوبات، كما أن هذا الدعم لا يخص الكتاب وحده بل كل المنتجات الثقافية مثل السينما والسياحة الثقافية.
وأضاف بأن الثقافة أصبحت صناعة وهناك دول 30 ٪ من مداخليها خدمات ثقافية، وأننا نمتلك قدرات كبيرة في هذا المجال ولكنها غير مستغلة بالشكل الذي يسمح بأن تتحول إلى خدمات مالية، كما تحدث عن تحويل معالم ثقافية إلى أماكن سياحية، مثل المغارة التي كتب فيها ابن خلدون مقدمته، أو مداوروش ظهرت بها رواية ابوليوس أول رواية في التاريخ، أو مغارة سيرفانتس الشهيرة، وهذه الأماكن يجب أن تهيّأ ضمن شروط معينة لاستقطاب الجمهور، يقول ميهوبي مؤكدا أن وزير الثقافة الإسباني أبدى استعداده للمساعدة (فيما يتعلق بسيرفانتيس).
ومن أمثلة العمل على الاستثمار في مقومات الجزائر الثقافية، كشف ميهوبي عن الانتهاء من إنتاج فيلم جزائري تونسي حول القديس أوغستين، وأصرّ على المبادرة بالتعريف عن كل ما له ارتباط بتاريخ الجزائريين.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024