دورة محتشمة، نجوم غائبون.. الجزائر، فلسطين وسوريا يحفظون ماء الوجه

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان عنابة المتوسطي

عنابة: هدى بوعطيح

الجزائر تُتوج بجائزة «العناب الذهبي» عن فيلمها «الآن بإمكانهم المجيء»

ليس كما قيل السنة الماضية، بأن الدورة الثانية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي سيكون مميزا وأكثر نجاحا، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهيه سفن المسؤولين والمنظمين، وجاءت التظاهرة السينمائية محتشمة، أغلب الأفلام التي قيل إنها عالمية لم تصنع الحدث، نجوم غائبون، جمهور يغادر القاعة في منتصف الفيلم، إلا القليل منها والتي أثارت الانتباة على غرار الجزائر، سوريا وفلسطين..
أسدل الستار ليلة الأربعاء على مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الثانية، بعد أسبوع كامل من العروض السينمائية لـ16 دولة عربية وأجنبية، بعضها نالت الإعجاب وأغلبها لم تكن في مستوى تطلعات جمهور السينما، والذي كان ينتظر عروضا عالمية بأتم معنى الكلمة، ويعيش أيام السينما بعنابة مع نجوم من مختلف الدول، وعلى رأسهم نجوم الوطن العربي الذين غابوا دون أين تبرير من محافظ التظاهرة السعيد ولد خليفة، الذي أكد قبل بداية المهرجان بأنها مفاجأة للجمهور، ولكن على ما يبدو كان المهرجان مفاجأة من جميع النواحي لجمهور كان يتطلّع لدورة أفضل، سيما وأن الدورة الأولى كانت ناجحة، فلا يعقل أن نسير خطوة إلى الوراء.
جمهور بونة في الموعد
بالرغم من ذلك يبقى جمهور بونة وفيا للمواعيد السينمائية، حيث لم يتأخر في حضور اختتام الفعالية وتشجيع الأعمال الفائزة، لا سيما من الجزائر وفلسطين، التي تهتز لها القاعة كلما ذكر اسمها.
بعد 05 أيام من التنافس، بين 16 فيلما طويلا من 16 دولة، أعلنت لجنة التحكيم التي ترأسها «أوندري سوتريك» مدير مهرجان «مونس» لفيلم «الحب» ببلجيكا عن فوز الفيلم الجزائري في فئة الأفلام الطويلة «الآن بإمكانهم المجيء» لسالم إبراهيمي بجائزة «العناب الذهبي»، والذي يعتبر تكريما لضحايا الإرهاب الذي حصد 200 ألف ضحية، حيث أبى مخرج الفيلم قبل تسلم الجائزة إلا الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم، مع العلم أن هذا الفيلم أثار الإعجاب وصنع الفرجة عند الجمهور العنابي.  
في حين، نال الفنّان أمازيغ كاتب جائزة «أحسن دور رجالي» في أول تجربة سينمائية له في الفيلم المتوّج بالعناب الذهبي، وكانت جائزة أحسن سيناريو من نصيب الفيلم الفلسطيني «المحبوب، الطير الطائر» لهاني أبو أسعد.
أما جائزة أحسن «دور نسائي» فعادت للممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي عن دورها في فيلم «3000 ليلة» للمخرجة مي المصري، فيما افتك الفيلم الايطالي «دستور» لماركو سونتاريلي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفي فئة الأفلام الوثائقية نوّهت لجنة التحكيم التي ترأستها حميدة بوعشة بفيلم «باريس المجزرة، أحداث 17 أكتوبر 1961» للمخرج المغربي مهدي بكار، فيما عادت الجائزة الأولى للفيلم الجزائري «سمير في الغبار» لمحمد أوزين.
وقد اهتزت قاعة عز الدين مجوبي التي احتضنت الحدث بالتصفيقات، بعد إعلان فوز ابن بونة وأصغر مخرج في الجزائر عبد الرحمن حراث، بالجائزة الأولى في فئة الأفلام القصيرة الموجهة فقط للأعمال الجزائرية الشابة، وذلك عن فيلمه «آسف» بمشاركة الفنانة القديرة بهية راشدي، فيما نوّهت اللجنة بفيلم «القطعة المفقودة» للمخرج حميدي قادة.
تكريم رجال السينما
الليلة الختامية لمهرجان عنابة شهدت أيضا تكريم عدد من رجال السينما من داخل الجزائر وخارجها، والذين صنعوا مجد الفن السابع الجزائري والعربي والعالمي، على غرار المخرج والباحث والكاتب أحمد بجاوي، المخرج القدير أحمد راشدي، المخرج كوستا غافراس، المنتجة ميشال غافراس، كما لم تتوان محافظة المهرجان في تكريم المخرجة التي فقدتها الساحة السينمائية التونسية والعربية مؤخرا، وترأست لجنة تحكيم مهرجان عنابة في دورته الأولى كلثوم برناز، كما تواصلت الاحتفائية بتكريم المخرج الإيراني الراحل عباس كياروستامي والذي فقدته أيضا السينما العالمية منذ شهرين، فضلا عن تكريم شكسبير بمناسبة الذكرى 400 لرحيله.
وأسدل الستار على الدورة الثانية من التظاهرة ليضرب الموعد للدورة الثالثة، على أن تكون أكثر تحكما وتنظيما ونجاحا، حيث وعد المسؤولون جمهور بونة، بأنها ستكون أكثر تميزا وقوة من سابقاتها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024