يقول المنشد كمال رزوق بأنّ الانشاد يختلف من مكان إلى آخر، بحيث لكل بلد هوية ثقافية تصبغ فنونه التراثية بروحها وبيئتها، مبرزا في حديثه مع “الشعب” ميزات الانشاد وصفات المنشد التي من شأنها أن تقوده إلى الاستمرارية والعطاء في هذا الفن الملتزم، الذي يتمنى أن لا يقتصر حضوره ونشاطه فقط خلال الشهر الفضيل أو في رحاب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
يرى كمال رزوق أنّ الإنشاد في الجزائر يتميز بتاريخه وتنوعه وقوته، وخير دليل على ذلك فوز الأصوات الجزائرية بالمراكز الأولى في المحافل الدولية، ممّا جعل وزارة الثقافة ترسّم مهرجانات محلية ومهرجانا دوليا يجمع الفرق الانشادية المتوّجة، قائلا إنه من خلال هذه الفعاليات نحافظ على مكانة الانشاد في الجزائر.
وأضاف المتحدث “مع هذا أقول الإنشاد ما زال لا يحظى بالدعم الكافي مقارنة بأنواع الموسيقى والفنون الأخرى، حيث يعتمد الإنتاج الفني غالبًا على جهود شخصية، كما أن هناك نقص في المساحات الإعلامية التي تروج له”.
وتأسّف كمال رزوق في سياق حديثه لارتباط حفلات الانشاد بالمناسباتية، متسائلا “إلى متى سيظل إنشادنا وفننا مناسباتيا، لا نراه سوى في رمضان أو يوم المولد النبوي الشريف؟”، كما تطرق محدثنا إلى مميزات الانشاد والمنشد على الخصوص، باعتباره صاحب تجربة جزائرية أولا وعربية ثانيا في مجال هذا الفن الراقي، حيث أفاد بأن المنشد مرشد والانشاد إرشاد، وأوضح بقوله “هي مقولة أو شعار تعلّمناه منذ نعومة أظافرنا..فكل صفة جميلة يجب أن نجدها في شخصية المنشد من إخلاص في العمل وصدق وتواضع وحسن الخلق”.
وأضاف “على الصعيد الفني يجب أن يكون المنشد مثقفا موسيقيا وصاحب كاريزما وحضور عندما يعتلي المسرح، واثقا من أدائه و صوته..كما وجب عليه أن يطور في أساليب الأداء، ويواكب متطلبات الجمهور دون الإخلال بروح الفن الأصيل”.
أما عن مستقبل الانشاد في الجزائر، فلقد ذكر محدثنا، هو في تحسن، مؤكدا بأنهم سيعملون على التواصل مع السلطات المعنية لإعطائه مكانة أكبر باعتباره فنا راقيا يساهم في رقي المجتمع والسمو بذوقه.
وارتأى المنشد كمال رزوق أن يختم حديثه معنا بالقول “أدعو من خلالكم كل الفرق والأصوات الفردية للعمل أكثر والاجتهاد والاستمرارية، حتى يكون لفننا مكانة أكبر على الصعيد الشعبي والرسمي”.