سحر الفنان الكبير كاظم الساهر جمهور الكازيف بأدائه الرائع والفريد من نوعه، فكانت سهرة استثنائية ساحرة، امتزجت فيها الموسيقى الهادئة المفعمة بمشاعر الحب والرومانسية بالأغاني العراقية الراقصة، وهو ما جعل قيصر الأغنية العربية يصنع أجواء رائعة وبهيجة داخل القاعة.
أطرب الفنان القدير كاظم الساهر ليلة أمس، الجمهور العاصمي بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على مدى ساعتين بباقة من أروع أغانيه الرومانسية والفلكلورية مقدما أرقى وأشهر أعماله الفنية القديمة التي لا يزال الجمهور يعشقها والدليل على ذلك التجاوب الكبير الذي لقيه الفنان الساهر من قبل عشاق فنه الأصيل خلال تأديته لمختلف الأغاني.
وباعتبار أن الفنان كاظم الساهر أستاذا وعضوا في لجنة تحكيم أشهر برنامج مواهب في العالم العربي «دو فويس» والذي لطالما أعرب عن إعجابه بصوت الشباب الجزائري الذي شارك في البرنامج هذه السنة، فقد استهل حفل القيصر من خلاله تقديمه أغنيتين عراقية وأخرى جزائرية لقيتا تجاوبا كبير من قبل الجمهور قبل أن يعتلي كاظم الساهر منصة الكازيف.
وأمام جمهور كبير أطلق كاظم العنان لحنجرته الذهبية وغنى كثيرا لقصائد الراحل نزار قباني التي كانت سببا في شهرته وتميزه في العالم العربي من بينها «هل عندك شك» و«زيديني عشقا»، و«عيد وحب» و«أشهد»، وسط تفاعل كبير من الحاضرين ودون توقف على مدار أدائه لوصلته الغنائية، التي أطلقها على أنغام وموسيقى أغنية رائعته “ها حبيبي”، التي لحنها بنفسه ونظمها الشاعر كريم العراقي.
وأثارت الوصلات الغنائية لدى الجمهور بناتا وذكورا عاصفة من العواطف والهتافات ألهبت القاعة، وحمست الساهر إلى أداء أغاني أخرى بايقاعات راقصة من الأغاني الفلكلورية الخاصة بالثرات الشعبي العراقي وسط أهازيج وأداء للجمهور لاسيما الجالية السورية والعراقية التي حضرت الحفل.
واستعرض الفنان العراقي جملة من الأغاني الفلكلورية من التراث الشعبي العراقي، على غرار «كلك على بعضك حلو»، و«الوردة البيضاء بأيدي صارت رمان»، «أخذت الحلوة براحة»، «هاي الليلة الناس معيدين»، وسط أهازيج وأداء للجمهور، لاسيما من طرف الجاليات الفلسطينية والسورية التي أبت إلا أن تسجل حضورها بوصلات من الرقص على أنغام الدبكة، في مقطوعة غنائية أقل ما يقال عنها بأنها رائعة، قبل أن يشكر الجمهور القسنطيني خصوصا والجزائري عموما على ذوقه الرفيع وتجاوبه واحترامه لفنه.
وطالب كاظم الجمهور بالتصويت على واحدة من أغانيه وهي «علمني حبك سيدتي» و«المستبدة» لأدائها فكان اختيار الجمهور على الأغنية الأولى، التي أبدع في أدائها بإحساس راق وصوت هادئ عذب، امتزجت فيه الرومانسية بأنغام الموسيقى الراقية، حيث شاركه الجمهور في غنائه للرائعة، كما اعتذر عن أداء أغاني أخرى نظرا لضيق الوقت ووعد الحاضرين بتقديمها في مناسبات اخرى..
ولا يمكننا أن نمر مرور الكرام على ما لاحظناه في حفل القيصر هو أن الشباب الجزائري كان حاضرا بقوة حيث انه من المعلوم لدى العام والخاص ان القيصر ملهم الشباب نظرا لتفاعله مع الجمهور ومحاولة تلبية رغباتهم من خلال الاستماع الى نداءاتهم حول الاغاني التي يريدون سماعها ،مسدلا الستار على جولته بالجزائر.
ومن الناحية الامنية، شهد حفل قيصر الغناء العربي تنظيما محكما من طرف القيمين اين شهدنا تحكما منقطع النظير في تنظيم الجمهور الغفير الذي حج لركح الكازيف لمشاهدة العملاق كاظم الساهر، ومن ناحية اخرى حرص الدرك الوطني هو الاخر على المساهمة في التسيير الحسن واللائق لعملية دخول الجمهور المتابع وتجلى ذلك من خلال التنظيم الذي شهدناه عند البوابة الرئيسية من تفتيش محكم وتنظيم للصفوف وارشاد للعائلات، وحتى داخل مسرح الكازيف لم يتوان اعوان الدرك الوطني عن تقديم خدمة امنية متميزة بمشاركة الاعضاء المدنيين الذين انتشروا بكثرة داخل المسرح، ما افضى نوعا من الراحة والامان للحضور الغفير الذي ابدا انطباعا حسنا لمجريات تنظيم الحفل.
كما أعرب الفنان العراقي كاظم الساهر، خلال تصريح للصحافة عن إعجابه وحبه الكبيرين للجمهور الجزائري الذي حضر بقوة في مختلف حفلاته عبر الوطن، مشيرا إلى أنه حظي بأحسن استقبال من طرف الجزائربين شعبا وحكومة.
وفيما يخص دعم الفنان للقضايا الانسانية اجاب كاظم أنه قدم مجموعة من الأعمال التي تعبر عن مساندته لضحايا العنف من أطفال ونساء نظرا للمشاهد المآساوية، التي يعيشها العالم العربي بالإضافة إلى سعيه لاظهار صورة جيدة حول العالم العربي مبنية عن الحب والسلام.
وأضاف أن الوطن العربي بأمس الحاجة أن يكون هناك مستقلا زاهرا خاليا من العنف، مؤكدا استعداده للعمل بالتنسيق مع جمعيات حماية الطفولة.