استثمرنا في آلات حديثة لمواكبة العصرنة
تعتبر المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، امتدادا منذ 1983 لأحد فروع للشركة الوطنية للنشر والتوزيع “سناد”التي تم تصفيتها في التسعينات شأنها شأن العديد من كبريات المؤسسات الوطنية أنذاك، وهي تسير اليوم على شكل 4 وحدات منها وحدة طباعة الكتب والمجلات والمطويات وغيرها، وحدة طباعة للمنتوجات المكتبية، إلى جانب وحدة النشر والتوزيع ووحدة التموين، كما تحتكم على شبكة للتوزيع بمركباتها التي تطوف كل التراب الوطني، ومكتبات ونقاط للبيع موزعة على أرض الوطن، منها مكتبتان بالعاصمة، الأولى بحي باب الوادي، والثانية “ميديابوك” بالجزائر الوسطى.
تعتبر وحدة الطباعة التي يديرها نورالدين تومي، الحلقة المحورية في نشاط المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حيت تهتم بطباعة ملايين الكتب والمجالات واللافتات و المطويات سنويا، وهو الأمر الذي وقفت عليه “الشعب”، خلال زيارتها للمؤسسة الكائن مقرها بالرغاية بالجزائر العاصمة.
وللوحدة، التي توظف 435 شخص بين عامل وإطار يقول مديرها “نشاط مكثف على مدار السنة، تقوم بطباعة الكتاب المدرسي بمعية الديوان المطبوعات المدرسية، إلى جانب طباعة المصحف الشريف، وفقا لبرنامج خاص، لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المتمثل في طباعة 250000 نسخة من الحجم الكبير، 200.000 نسخة من الحجم الصغير إلى جانب 250.000 مصحف مجزأ، هذا بالإضافة إلى البرامج الأخرى العمومية والخاصة، حيث يضل سقف إنتاجها سنويا وحسب البرامج المسطرة ما بين 14 و15 مليون نسخة”.
وكون المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية هي الممثل الرسمي للجزائري في كل التظاهرات الوطنية والدولية المتعلقة بالكتاب من معارض وصالونات وغيرها، فقد كنت لها، يقول مدير وحدة الطباعة فرص مواكبة العديد من التظاهرات الدولية الهامة والإشراف على طباعة ونشر الكثير من المؤلفات الخاصة بها، كتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، الجزائر عاصمة الثقافة العربية وحاليا قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كما تعرف الوحدة اتصال مباشر ومتواصل مع المؤلفين الخواص لطباعة ونشر إنتاجهم الأدبي والفني.
تجديد الآلات والمادة الأولية مستوردة من الخارج
وقد شمل الوحدة يقول مديرها، مؤخرا واحدا من كبريات المشاريع الاستثمارية التي عرفتها المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، والذي تمثل في إعادة التجهيز بآلات طباعة حديثة من صنع ألماني وتعتمد على أحدث تكنولوجيات “الأوف سات” والرقمنة والتحكم الأوتوماتيكي والنصف الأوتوماتكي بواسطة الإعلام الآلي.
كما يمكن للمتجول بوحدة الطباعة التي تتربع على مساحة تقدر بحوالي 4 هكترات حسب مديرها، أن يلمس حجم هذا الاستثمار الكبير، وكذا شساعة المكان وضخامة الآلات المدوية، وللكم الهائل من الورق الذي يشكل المادة الألوية وكذا المنتوج المصفف بطريقة ذكية وناجعة عند كل مكنة، في انتظار نقله إلى وحدة التسويق ثم إلى أصحابه.
ويعتز عمال الوحدة بأقدم آلة طباعة عندهم والتي يعود عمرها إلى سنة 1974، وهي تمتد على طول يفوق 40 مترا مكونة من 4 مجموعات من الآلات، وتعتبر هذه الآلة القديمة لكن القوية مفخرة الوحدة فهي مخصصة للطباعة بأربع ألوان والتي تحظى بنظام صيانة ممتاز ساعدها على تحمل ضغط ساعات العمل المتواصل.
ويسود الوحدة انضباط محكم في العمل، يميزه وقع دوران الورق قي الآلات المتعددة،
ودينامكية عملها المنظمة من طرف الحواسيب الذكية الموصلة بها، كما تظهر ملية طريقة توزيع المهام على الأقسام التي يعمل وفقا للبرامج المسطرة والطلبات، بدوامين أو ثلاثة.
وتعتمد الوحدة في عملها على الورق المستورد كمادة أولية، كما يعتبر موظفوها من خرجي المعهد الوطني للفنون المطبعية والذين يستفدون غالبا من دورات تكوينية تأهلهم لمواكبة العصرنة التي يعرفها قطاع الطباعة.