أثار النقاش الذي احتضنه منتدى المجاهد، أمس، حول النقد السينمائي، إشكالية واقع الفن السابع في الجزائر، حيث أكد المحاضرون على ضرورة تكريس سياسة ثقافية واضحة، وتكوين جمهور حتى يسترجع هذا الفن مكانته الخاصة به.
أكد عدد من النقاد خلال الندوة بأن السينما كانت في وقت ما سفيرة الجزائر في العالم، حيث حملت دائما مشعل الجزائر المناضلة، والمكافحة، التي سعت إلى إبراز هويتها التاريخية، داعين إلى ضرورة الاهتمام بالقطاع الذي يبقى ناقصا بالرغم من المجهودات المبذولة.
وألح المتدخلون على ضرورة إنشاء نوادي سينمائية داخل المدارس، مشيرين إلى أنه كانت هناك محاولات سابقة لتجسيدها، دون جدوى، بسبب البيروقراطية، مؤكدين بأن الهدف من وراء انشاء نوادي سينمائية داخل المدارس خلق جمهور سينمائي مستقبلا، ونادي المختصون السينمائيون بضرورة التكثيف من التظاهرات الثقافية السينمائية لاسترجاع جمهور المسرح.
وحول النقد السينمائي، أشار نبيل حاجي أن هذه المسألة في الوقت الراهن غائب بسبب نقص الإنتاج وقلة المهرجانات الثقافية، مشيرا إلى أنه من الصعب الكتابة عن السينما الجزائرية في هذه الوضعية.
وأضاف بأنه كانت لهم محاولات أيضا لإنشاء جمعية النقد السينمائي، إلا أنهم لم يوفقوا في ذلك، وأشار في ذات السياق إلى دور الجامعات الجزائرية في النهوض بالسينما، من خلال رسائل الماجستير والمقاربات السيميولوجية، وأكد المتحدث على أنه لا يوجد نقد سينمائي حقيقي في الجزائر.
من جهته، تأسف المخرج السعيد مهداوي لعدم إنشاء مجلة تختص في النقد، مؤكدا بأن هذا الأخير عملا بحد ذاته، مشيرا إلى أهمية النقد في الفن السابع، وألح المخرج على ضرورة إعطاء الجزائر الفرصة لمواكبة السينما العالمية، وقال إن المراكز الثقافية أيضا عليها أن تقوم بدورها في التعريف بالسينما بعرض انتاجات الجزائر الفنية. وقال الناقد عبد الكريم تزاروت، إن السينما في سنوات الستينيات والسبعينيات عرفت حيوية لا مثيل لها، مشيرا إلى أنهم كانوا ينشطون ضمن ''فيدرالية نادي السينما''، وعملوا ـ حسبه ـ المستحيل لأجل صناعة السينما، وقال بأن الجزائر كانت تمتلك أيضا نوادي سينمائية خاصة بالنساء، مطالبا بضرورة العمل أكثر للنهوض بالفن السابع وإخراجه من قوقعته.
مختصون في الفن السابع يثيرون الإشكالية
تساؤل عن تراجع السينما الجزائرية
هدى بوعطيح
شوهد:980 مرة