إدراج الوسطية في البرامج التعليمية
اختتمت أمس، بدار الثقافة والفنون لولاية أدرار فعاليات الملتقى الوطني في طبعته الثانية المنظم من طرف زاوية الإمام مالك بن أنس والجمعية الدينية لمسجد الحسنيين اوقديم، بعنوان «الوسطية والاعتدال في الإسلام» بحضور الأساتذة والباحثين والمشائخ وجمع غفير من المواطنين.
يهدف هذا الملتقى، حسب شيخ الزاوية مولاي التوهامي إلى تبيان المعنى والمفهوم الصحيح للاعتدال والوسطية، واستلهام هذا المفهوم من مواقف الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومن أقواله وأفعاله انطلاقا من سيرته العطرةئوأحاديثه الشريفة، وكذا تمكين الأجيال المقبلة من الاستنارة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم والرجوع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، كما يهدف الملتقى إلى تعبيد الطريق لسلسلة من اللقاءات والندوات حول موضوع إحياء سنن الهدى والسير في طريقها لإدراك طريق السلامة.
وأضاف فضيلة الشيخ مولاي التوهامي «لقد اخترنا هذا الموضوع للملتقى من خلال التوصيات التي انبثقت عن الملتقى الوطني الأول الذي ركز على انتقاء مواضيع تستند إلى السيرة النبوية وإجماع السلف والوسطية والاعتدال في سلوكنا ومواقفنا كلها ومن الأمور التي تعالج الظواهر الاجتماعية التي تغلغلت من دون أن نشعر في مجتمعاتنا ومجتمعنا الجزائري خاصة، حيث لا يختلف ـ يقول ـ اثنان في أن فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يرعى بكل ثقله كل ملتقى يرمي إلى تحصين الأمة من الذوبان والتيه في متاهات التطرف والغلو في الدين وقد دأب على رعاية الملتقى الوطني الأول للقران الكريم وقد تحول إلى ملتقى دولي وواصل كما تعلمون الدرب وعلى نفس الوتيرة والعناية التي يمنحها لكل ملتقى فكري وها هو الآن يرعى ملتقانا ويفتح لنا أفاقا مستقبلية لمواصلة الدرب على هذا المنوال. المؤطرون لفعاليات هذا الملتقى ركزوا في مداخلاتهم على إشكالية الوسطية في التفكير الإسلامي المعاصر ومعالم الوسطية وأثرها في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى نظرة وسطية في فقه الأسرة الرسول وأزواجه نموذجا، كما قدم المحاضرون مداخلات حول فقه التوسط فهما وتنزيلا عند الصحابة، والرسالة الوسطية من الرسول (ص) قراءة في صفات حامل الرسالة، فضلا عن مداخلة بعنوان الوسطية في حياة الشيخ محمد بلكبير، بالإضافة إلى محاضرة بعنوان تجليات ومظاهر الوسطية في الإسلام.
وأوصى المؤتمرون في هذا الملتقى على ضرورة التأكيد على شمولية مفهوم الوسطية والاعتدال في الإسلام منهجا وفكرا وسلوكا والعمل على إدراج الفكر الوسطي في المناهج والبرامج التعليمية بمختلف أطوارها، كما أوصى المؤتمرون بإشاعة الفكر الوسطي عبر الوسائط الإعلامية والمؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال ما يقدم فيها من برامج وأنشطة متنوعة الاهتمام بالفكر الوسطي وإعلامه لاسيما علماء الجزائر.
تجدر الإشارة أن رسالة الوزير الأول عبد المالك سلال للملتقى ركزت على أهمية هذه الفعاليات الدينية والفكرية في التعريف بالدين القويم والسيرة النبوية، وقال سلال إن المنطقة العربية تشهد تكالبا عالميا على تشويه الدين الإسلامي وتشويه صورته في استغلال الفئات الهشة والدفع بها نحو الغلو والتطرف.كما عرفت فعاليات هذا الملتقى تكريم الفائزين في مسابقة السيرة النبوية بتخصيص عمرة مدفوعة التكاليف من مدرسة الإمام مالك بن أنس.