إهمال المبدعين للقصة ساهم في ركود المشهد الأدبي بالجزائر
يعتبر رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين فرع العاصمة جمال سعداوي من الأقلام الأدبية التي ساهمت في تطوير الكتابات المسرحية والفنية والشعرية، حيث كون رصيدا متنوعا جمع بين الدواوين الشعرية والكتابات الأدبية، صدر له عن منشورات /الحبر/ بالعاصمة، باكورة أعمال أدبية، تناول فيها نصوصا في الحب والحياة والوطن والحرية وبعض القضايا الوطنية والدينية والقومية التي تؤرق الأحرار وتشغل الثوار، بالإضافة إلى عدة منشورات أخرى.وفي جلسة جمعت /الشعب مع الشاعر ''جمال سعداوي'' تحدث عن واقع الكتابات الأدبية وأزمة الكتابات المسرحية فكان هذا اللقاء الشيق.
الشعب: كيف تقيمون الكتابة المسرحية في الجزائر؟
جمال سعداوي: الكتابة الجزائرية المسرحية /مريضة/ بنصها المسرحي، كما انه يجب علينا أن نفرق بين أنه يجب علينا أن نفرق إذ ما كنا نعاني من أزمة كتابة أم أزمة كاتب، لا توجد أزمة كاتب هناك شباب يكتبون ولديهم موهبة يحاولون بل يبحثون على طرق لكي تكون لنصوصهم فرصة لكي تظهر على خشبة المسرح وهناك إرادة قوية للشباب الجزائريين يكتبون المسرح، ولكن الإشكالية تكمن في فقدان التكوين في مجال الكتابة المسرحية هو الذي جعل نصوص هؤلاء الشباب تفتقد لإطار يمنع نصوصه من أن تجسد على الركح ويمكن أن نتحدث هنا عن أزمة حقيقية في تكوين كتاب في المسرح ولذا أدعوا أن تجسد الرغبة في فتح مجال لهؤلاء الشباب من خلال فتح مراكز ومدارس مختصة في تعليم تقنيات فن الكتابات المسرحية.
¯ أين يكمن خلل افتقار النص المسرحي للإبداع الفني؟
¯¯ لم أتحدث عن افتقار الإبداع الفني في الكتابة المسرحية ولكن ما أدعو إليه هو أن تمر النصوص التي تنجح في المسابقات المسرحية، خاصة الكبرى منها بمرحلة تأهيل قبل أن تعرض ويتكفل بها مجموعة من النقاد المتخصصين في المسرح ويعملون مع أصحاب النصوص في ورشات مغلقة حتى تستجيب نصوصهم لمعايير عالمية، حتى النصوص التي تفشل في المسابقات كما يجب أن تأخذ بيدها ويجب إخضاع أصحابها ا للتكوين حتى نستطيع أن نكتب نصوص ناجحة وهذا هو الأهم.
¯بحكم أنكم شاعر وأديب ومسؤول عن اتحاد الكتاب الجزائريين ماذا يمثل المسرح لكم؟
¯¯ المسرح بالنسبة لي هو سحر ثاني وهو وسيلة مهمة، لأنه في النهاية الشعر والمسرح بالنسبة لي وسائل وليست غايات، وسائل لأقول رأيي وأنقل أفكاري وأساهم في بناء هذا الوطن بشكل أو بآخر.
¯ كيف تقيمون مستوى الممثلين المسرحيين من الجيل الحالي؟
¯¯ عندما درست في مجال التمثيل اكتشفت أن الجزائر لديها موهبة الكتابة المسرحية وعندما تأملت في الواقع المسرحي الجزائري وجدته ربما في التمثيل استطاع أن يكتسب المسرح الجزائري طاقات جديدة، أصبحوا يشكلون جيلا جديدا من الممثلين وحتى على مستوى السينوغرافيا، لكن وجدت أن العلة وكل العلة في النص المسرحي، وأن الحركة الجزائرية المسرحية فعلا مريضة بنصها المسرحي وهذه هي الإشكالية، وأخذت الرهان على نفسي أن امضي قدما في هذا الاتجاه وأعمل على تطوير موهبتي في الكتابة المسرحية وأن أكون كاتبا يستجيب لمعايير الكتابة المسرحية.
¯ كيف تقيمون مستوى رصيدكم الأدبي والشعري؟
¯¯ كتبت ثلاثة نصوص واحدها نلت فيها جائزة إبداعات الشباب علي معاشي ٢٠٠٨ وهي /القصائد التي احترقت '/وعلى ما أظن أن احد الجهات ستجسدها على الخشبة ونص آخر /حتى لا يموت الورد/، أعمل على تنقيحها ثم بعد ذلك إصدارها في كتاب واحد يحمل هذه النصوص الثلاثة، وعموما فقد ساهمت في كتابات نالت استحسان القراء وهذا ما استشعرته في الانطباعات الحسنة للقراء خاصة فئة النخبة.
¯ بعيدا عن المسرح كيف تقيمون مستوى الكتابات الأدبية الحالية بالجزائر، وما هو المشهد الأدبي الذي يطبع بلادنا.
¯¯ المشهد الأدبي في الجزائر يفتقد لسياسة نشر منضبطة ووفية لصفة الموضوعية في التقييم، أما حال القصة الجزائرية فهو يعاني نوعا ما من الكتابات المبنية على نصوص واقعية، وذلك لغياب أي ملامح واضحة بإمكانها أن تخط لوحة بيانية توضح مساراتها الكمية والنوعية، وما زادها تقهقرا هو انحسار جاذبيتها والاهتمام العالمي بها بعد رحيل أقطابها منذ المنتصف الثاني من القرن العشرين، بالإضافة إلى إهمال المبدعين لهذه الأخيرة خاصة مع التطور الحديث لمختلف وسائل التكنولوجيا.