تستعد مدينة عين وسارة، لاحتضان ميلاد منتدى ثقافي جديد يحمل اسم “منتدى الوهج الثقافي”، بمبادرة من مجموعة من المثقفين والكتاب المحليين، الذين توحدوا حول هدف مشترك يتمثل في النهوض بالفعل الثقافي، وإتاحة مساحة حقيقية للإبداع والمواهب، خصوصا في أوساط الشباب والتلاميذ.
أوضح رئيس المنتدى الشاعر عزوز عقيل في تصريح خصّ به “الشعب”، أن هذه المبادرة جاءت بعد ملاحظات معمقة ولقاءات متعددة مع نخبة من المثقفين المحليين الذين رأوا أن عين وسارة، على غناها الثقافي والبشري، ما تزال تفتقر إلى منبر ثقافي منظم قادر على احتضان الطاقات الأدبية والفنية والفكرية المنتشرة في المدينة ومحيطها. وقال: “منتدى الوهج الثقافي ليس ترفا ولا تكرارا لأي تجربة سابقة، بل هو خطوة وعي ومسؤولية تهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام المبدعين، وخاصة الشباب منهم.”
وأكد عقيل أن المنتدى سيشتغل وفق رؤية شاملة ومتكاملة، تنطلق من القاعدة وتستهدف المدارس والثانويات كمخابر أولى لاكتشاف المواهب، من خلال تنظيم ورشات وأندية أدبية وفنية داخل المؤسسات التربوية، يشرف عليها أساتذة مختصون وفنانون متطوعون. وأضاف: “نطمح إلى تكوين جيل قارئ، كاتب، ومبادر، لأننا نؤمن بأن الاستثمار الحقيقي في الثقافة يبدأ من التلميذ، من الموهبة الصغيرة التي تحتاج فقط إلى رعاية ومرافقة.”
وعن البرنامج السنوي، أشار رئيس المنتدى إلى أنه سيتم الإعلان عنه رسميا خلال حفل التأسيس المرتقب في الأيام القادمة، والذي سيكون مناسبة لتعريف الجمهور بأهداف المنتدى وشركائه وخطته السنوية. كما كشف أن مكتبة المطالعة العمومية لعين وسارة ستكون أحد الفضاءات المركزية للنشاط، إلى جانب بعض المكتبات والمراكز الثقافية عبر تراب الولاية المنتدبة، موضحًا أن “المنتدى لا يسعى إلى مركزية النشاط، بل إلى انتشاره أفقيا، ليصل إلى كل المناطق، وحتى إلى القرى التي لم تعرف نشاطا ثقافيا من سنوات.”
ومن أبرز محاور النشاطات المرتقبة: تنظيم ندوات فكرية دورية، أمسيات شعرية وسردية، أيام تكوينية في الكتابة والمسرح والموسيقى، مع فسحة للنقاش الفلسفي والتاريخي، إلى جانب الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية عبر مقاربات ثقافية، لتجذير الانتماء وتحفيز الوعي الجماعي.
وفي سياق تشكيلته، كشف الشاعر عزوز عقيل عن أعضاء المكتب التنفيذي للمنتدى، الذين يمثلون نخبة من المثقفين المعروفين محليا ووطنيا، حيث يتولى هو نفسه رئاسة المنتدى، فيما يشغل الشاعر أبو فادي عماري منصب نائب الرئيس، ويضم الفريق أيضا الدكتور الشاعر خالد لوناس، الذي يعرف بإسهاماته الفكرية، إلى جانب القاص إسماعيل دراجي، أحد أبرز الأسماء في السرد الأدبي المحلي، والشاعر ببوش محمد الوكال الذي يتميز بتجربته الشعرية اللافتة وحضوره الدائم في المشهد الثقافي.
وأشار عقيل إلى أن هذه الأسماء تمثل مزيجا بين التجربة والالتزام، وبين التنوع الفني والمعرفي، ما يجعل المنتدى قادرا على تغطية مختلف الجوانب الثقافية بروح الفريق، قائلاً: “نحن نشتغل كجماعة فكر، لا كأفراد. وما يميز منتدى الوهج هو هذا التفاهم العميق بين أعضائه حول طبيعة الرهانات الثقافية اليوم، وأهمية أن نبقى قريبين من الجمهور، لا من الأبراج العالية.”
وأضاف المتحدث، أن المنتدى سيعمل أيضا على خلق علاقات تعاون مع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، لتكون نافذة حقيقية للمواهب الناشئة، وخاصة تلاميذ الثانويات الذين يكتبون نصوصا أدبية أو يجتهدون في بحوث معرفية جديرة بالنشر. وأوضح: “من واجبنا كمنتدى أن نتوسط لهم، أن نسلط الضوء على محاولاتهم الجادة، وأن نمنحهم الثقة في إمكاناتهم.”
كما لم يغفل المنتدى، حسب عزوز عقيل، جانب التثمين والتكريم، إذ ستُخصص جوائز معنوية رمزية لأحسن الأعمال في الشعر، القصة، البحث، الفن التشكيلي، والمبادرات الثقافية التربوية، وذلك في إطار تحفيز الفعل الثقافي الجاد في مختلف تجلياته.
وختم عزوز عقيل قائلا: “نحن لا ندعي امتلاك الحلول، لكننا نؤمن بقوة المبادرة. منتدى الوهج الثقافي هو دعوة مفتوحة لكل من يؤمن بالكلمة، بالفن، بالفكر..هو مساحة للحوار والتكوين والاحتفاء، وأبوابه ستظل مفتوحة لكل غيور على الثقافة في هذه المدينة التي تستحق أن تشرق من جديد.”