“نوافذ على ذاكرة الجلفة” تستضيف إسماعيل يبرير

الجلفـة تكتبنـي.. والطّفولــة تمسـك بالقلم

الجلفة: موسى دباب

احتضنت قاعة التشريفات ببلدية الجلفة أولى فعاليات برنامج “نوافذ على ذاكرة مدينة الجلفة”، الذي أطلقه الشاعر والإعلامي أمجد مكاوي برعاية رئيس المجلس الشعبي البلدي بالنيابة، رابح قيرع. وقد اختار المنظّمون الروائي إسماعيل يبرير ضيفا للعدد الأول، في لقاء احتفائي بنصوصه التي جعلت من الجلفة مركزا للذاكرة والسرد.

 أكّد الرّوائي إسماعيل يبرير أنّ روايته “وصية المعتوه”، المتوجة بجائزة الطيب صالح العالمية عام 2013، كتبت من العاصمة، بينما كانت الجلفة تسكنه في الذاكرة، حيث قال “الطفولة تشكّل الذاكرة الأعمق، ووصية المعتوه هي كتابة للذاكرة عن المدينة البعيدة، حيث استحضرت الشوارع والوجوه والمقابر الثلاثة، مقبرة النصارى، الجبانة الخضراء، وجبانة اليهود”.
ويرى يبرير أنّ هذه الفضاءات الثلاثة التي تتعايش فيها رموز ديانات مختلفة بهدوء، تشكّل صورة رمزية لحوار حضاري مفقود. ويقول إن العنوان الفرعي للرواية “كتاب الموتى ضد الأحياء” يعكس المفارقة بين سكينة الراحلين وصخب الأحياء.

الجلفة..شخصية روائية

 يرى يبرير أن الجلفة في نصوصه ليست مجرد فضاء جغرافي، بل شخصية روائية تتكلم وتتألم وتحب، لها طباعها وشخوصها وأزقتها وذاكرتها. ففي رواية “مولى الحيرة” ركّز على حي البرج وبطل متقاعد من البلدية، أما “باردة كأنثى” فصوّرت شابا جامعيا جلفاويا يواجه برودة العاصمة وارتباكات التسعينيات.
وقال يبرير إنّ هذه النصوص ليست دراسات اجتماعية، بل “قراءة ذاتية ثقافية وسوسيولوجية للجلفة بأحيائها المهمّشة والمحبة”، ووصفها بـ “كتابة حب، لكنها تتطور إلى كتابة معرفية، تنشد بناء نصوص منسجمة مع ذاتها، وتبحث عن قرّاء يعيدون تشكيل المعنى”.

الكتابة بين الذّات والمعرفة

أشار الروائي يبرير إلى تحول تجربته من الكتابة الذاتية إلى الكتابة الواعية، قائلا “الكتابة تبدأ من المشاعر والهوامش، لكنها تنضج لتصبح محاولة معرفية لبناء سرديات لها منطقها الداخلي”. وأضاف “ما أكتبه اليوم لا يشبه بداياتي، لكنه يحمل ذلك الطفل الذي لم يغادرني”.
وشهد اللقاء حضورا نوعيا، ضمّ عددا من الكتاب والأكاديميين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الأدبي، في فعالية مثلت لحظة مصالحة بين الجلفة وذاكرتها عبر الأدب. وأكد أمجد مكاوي، منسّق البرنامج، أن “نوافذ على ذاكرة مدينة الجلفة” يسعى إلى إعادة ربط الأجيال بتاريخ المدينة الثقافي والروحي من خلال وجوه أدبية أسهمت في تخليدها سردا وشعرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025
العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025
العدد19780

العدد19780

السبت 24 ماي 2025