مدير متحف الآثار القديمة..عنتري عز الدين لـ”الشعب”:

المتاحــف..فضـاءات جــذب سياحي وثقافـي

أمينة جابالله

 فكـرة المتحف المؤسسة ما تـزال بحاجـة إلـى التعزيــز والدعـم

أكد مدير المتحف الوطني العمومي للآثار القديمة والفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة عنتري عزالدين، على أهمية المتاحف كمؤسسات ثقافية وتربوية وسياحية، باعتبارها تسهم بشكل فعال في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ونقل التراث الثقافي للأجيال المتعاقبة، إلى جانب دورها المحوري، يقول “في تنشيط السياحة الثقافية باعتبارها واحدة من ركائز التنمية المستدامة”.

 وصرح مدير المتحف الوطني عز الدين عنتري لـ«الشعب”، أن المتاحف اليوم لم تعد مجرد أماكن لحفظ القطع الأثرية أو عرض المقتنيات القديمة، بل تحولت إلى فضاءات حية تجمع بين البعد التاريخي والبعد العلمي وحتى الترفيهي، مشيرا إلى أنها تقدم للزائر رحلة متكاملة عبر الزمن يستمتع فيها بالتعرف على الحضارات التي مرت على بلادنا الحبيبة من عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالعصر القديم بالحضارات النوميدية ثم بالتواجد الروماني والبيزنطي والواندالي، وصولا إلى العهد الإسلامي وانتهاء بالفترة العثمانية.
 ويذكر عنتري على سبيل المثال، المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية بصفته أقدم متحف في الجزائر وأحد أقدم المتاحف في إفريقيا، قائلا إنه “يضم قطعا أثرية نادرة جدا من تماثيل رومانية وتمائم فينيقية ونقود إسلامية ومخطوطات ثمينة”، وأضاف: “استقبل هذا المتحف في السنوات الأخيرة آلاف الزوار من الجزائريين وسياح أجانب، خاصة خلال التظاهرة الكبرى لشهر التراث، وغيرها من التظاهرات التي احتضنتها بلدنا، منها معارض مؤقتة وورشات تعليمية، إضافة إلى زيارات ليلية موجهة للعائلات والشباب”، وأردف: “لا يقتصر دور المتاحف على العرض فقط، بل تسهم كذلك في التعريف بالموروث الثقافي محليا ودوليا، فكم من زائر أجنبي تعرف على تاريخ الجزائر العريق، من خلال زيارته لمتحف سيرتا بقسنطينة أو للمتحف العمومي الوطني أحمد زبانة بوهران أو متحف الفنون والتقاليد الشعبية بتلمسان”.
ومن هذا المنطلق، أفاد المتحدث بأن المتاحف الجزائرية تلعب دوراً في الترويج للسياحة الثقافية، إلا أن هذا الدور يقول “ما زال بحاجة إلى مزيد من التعزيز والدعم”، وأوضح في هذا الخصوص “إذ يتوجب علينا العمل على تطوير برامج جذابة وتنويع المعارض الموضوعاتية وتفعيل التعاون مع الوكالات السياحية والفنادق والجمعيات الثقافية ووسائل الإعلام، كما أن إدماج الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الشاشات التفاعلية والجولات الافتراضية وتطبيقات الهواتف الذكية، بات ضروريا لتقريب المتحف من الزائر خاصة لدى فئة الشباب”.
 ويشير عنتري إلى أن المتحف يمكن أن يكون جزءاً من المسارات السياحية المنظمة، حيث على سبيل المثال يمكن للسائح الذي يزور القصبة العتيقة بالعاصمة أن يتوجه بعدها لاكتشاف المتحف الوطني للآثار والفنون الإسلامية القريب من وسط المدينة، ثم ينتقل إلى حديقة الحامة، ومروراً قبل ذلك بالمتحف الوطني الباردو ثم إلى مقام الشهيد والمتحف الوطني للفنون الجميلة أيضاً في مسار سياحي تقافي متكامل.
وأشار عنتري إلى أن المتاحف قادرة على التحول إلى فضاءات جذب سياحي وتقافي هام، شرط تضافر جهود مختلف القطاعات التي تسهم بدورها في تفعيل السياحة بصفة عامة والسياحة الثقافية بصفة خاصة، بما في ذلك قطاع الثقافة والسياحة والتربية والإعلام والمجتمع المدني، كما دعا المواطنين والعائلات والشباب لزيارة متاحف الجزائر واكتشاف ثراء هذا الوطن العظيم، لأنه كما جاء على لسانه “من خلال المتاحف لا نحافظ فقط على التراث، بل نبني وعياً جماعيا بهويتنا الوطنية، ونمهد لجيل يعتز بماضيه ويحسن بناء مستقبله”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025
العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025