أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، خلال فعاليات الاحتفال المزدوج باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الافريقية، التي نُظمت على مستوى “مركز الترفيه العلمي” ببلدية تيزي وزو، أمس، صرح أن هذه الاحتفالات هي مبادرة تؤكد التزام الجزائر، باحترام اتفاقية الشراكة لحماية الموروث الثقافي اللامادي لليونيسكو، مشيرا إلى أن الجزائر البلد الأول الذي صادق على هذه الاتفاقية التي تبنتها اليونيسكو خلال الندوة العامة سنة 2003.
رافع سي الهاشمي عصاد لأهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم ودور اللغات الافريقية، مبرزا أن اللغة الأمازيغية المتوغلة في اللغات الافريقية قطعت أشواطا كبيرة وحققت مكاسب كثيرة في بلادنا، والمتمثلة أساسا في تأسيس أول قسم للغة الأمازيغية بجامعة مولود معمري في تيزي وزو، تلتها ـ حسبه ـ فتح أقسام أخرى على مستوى عدة جامعات بولايات الوطن، منها البويرة، بجاية، باتنة وتمنراست.
وأشار إلى أن العملية ما تزال متواصلة، حيث من المرتقب فتح قسم للأمازيغية بولاية الشلف، مضيفا أن تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية وإعادة الاعتبار للغة الامازيغية وترقيتها في أنظمة التدريس الوطنية والتكوين، ودسترتها هي مكاسب عززت من مكانة اللغة الامازيغية وساهمت في ترقيتها، وقال “هو العمل الذي تقوم به المحافظة باعتبارها عاملا فعالا واستراتيجيا، وجسر تواصل بين مختلف الوزارات الوصية لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأنّ اللغة الامازيغية معروفة بتنوعها اللساني، وهذا ما يستلزم دعمها في ميدان التعليم والتكوين”، مؤكّدا على مرافقة المجهودات المبذولة مع إعطاء رؤية أوضح للمنشورات وأعمال المؤلفين بالأمازيغية في أنظمة الاتصال، وذلك بتواجدها على أمواج الإذاعات والتلفزيون العمومي.
الاحتفال المزدوج باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الافريقية، يعتبر حدثا هاما يعزّز أهمية اللغة الأم في تناقل المعارف، ويسلط الضوء على المكانة المركزية للغات الافريقية في المنظومة التربوية والتنمية المستدامة والادماج الإقليمي، وفق ما أقّرته الأكاديمية الافريقية للغات، حسب ما صرح به الهاشمي عصاد، هما حدثان مهمّان لديهما نفس الأهداف المتمثلة في حماية وترقية اللغات المحلية، والتأكيد على التزام الدولة والتزام مختلف الفاعلين (المحافظة السامية للأمازيغية، المجتمع المدني، الإعلام والمواطن) على حماية اللغة الامازيغية، وإبراز مكانتها في المحيط اللساني الافريقي، والذي يوضّح الجسور والعلاقات العميقة بين اللغات الافريقية كفرصة لدعم التبادل في إطار الشراكة مع معاهد الأبحاث في افريقيا.
وبدوره أكّد والي تيزي وزو أبو بكر الصديق بوستة، أن هذه التظاهرة ذات أبعاد وطنية وافريقية، مبرزا أهمية الحفاظ على اللغة الأم للمحافظة على ثقافة وتاريخ الشعوب، وقال “اللغة الأم هي لغة الفطرة التي يتعلمها الطفل منذ ولادته بكل عفوية، دون تدخل أو تعليم بيداغوجي، وهي تلعب دورا كبيرا في بناء وترقية الهوية الوطنية والاهتمام بها..والمحافظة عليها هو اهتمام بثقافة الشعوب وهويتها”.