انطلقت السبت بالجزائر العاصمة فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني لقصبة الجزائر، من خلال برنامج ثقافي متنوع يهدف إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والفنية لهذا المعلم العريق. وتقام هذه الفعاليات تحت شعار “القصبة مهد الحضارات وملتقى الفنون”، وتتواصل إلى غاية 25 فيفري، في إطار الجهود المتواصلة للحفاظ على هذا الإرث المعماري الفريد، الذي يعكس تنوّع وتعدّد الحضارات التي مرت بها.
تشارك في تنظيم الفعالية عدة هيئات ثقافية، من بينها الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، المتحف الوطني العمومي للزخرفة والمنمنمات وفن الخط العربي، الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة، والمتحف الوطني العمومي للفنون والتقاليد الشعبية.
يتضمّن البرنامج المقرر ندوات علمية، معارض للفنون التشكيلية والحرفية، عروضًا موسيقية ومسرحية، بالإضافة إلى ورشات بيداغوجية وألعاب ثقافية تتيح للزوار فرصة اكتشاف المعالم التاريخية التي تزخر بها القصبة.
وتعتبر القصبة، المصنفة ضمن التراث الإنساني لليونسكو منذ عام 1992، شاهدًا حيًّا على تعاقب الحضارات وتأثيراتها المعمارية والفنية، حيث تمثّل نموذجًا فريدًا يعكس تلاقح الثقافات عبر الزمن. ورغم التحديات التي تواجهها هذه المدينة العتيقة، لا تزال تحتفظ بسحرها وجاذبيتها التي ألهمت العديد من الفنانين والمبدعين.
وفي سياق الحفاظ على هذا الإرث العريق، تبذل الدولة جهودًا حثيثة في ترميم وتأهيل العديد من معالم القصبة، إذ أعلنت السلطات المحلية مؤخرًا عن الانتهاء من تهيئة عدة مشاريع بارزة، من بينها مسجد الداي، دار البارود، وضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي، بالإضافة إلى تهيئة أكثر من 140 عمارة تضم قرابة 1500 شقة بالقصبة السفلى.
كما يجري العمل على مشاريع أخرى تشمل قصورًا ومعالم تاريخية، مثل قصر الداي وقصر حسان باشا.
يشكّل هذا الاحتفاء فرصة للتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث المعماري والثقافي للقصبة، وتعزيز الوعي الجماعي بقيمتها التاريخية. ومن خلال هذه الفعاليات، يتجدّد العهد مع هذا الإرث العريق لضمان استمراريته، ونقله إلى الأجيال القادمة كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.