البروفيسور لخضر مذبوح لـ “الشعب”:

ضرورة إعادة النّظر في المنطلق التأسيسي لفلسفتنا

برج بوعريريج: رابح سلطاني

 هكذا أنتجنا أسئلة  غير قادرة على التّأثير  في المجتمع

دعا البروفيسور والناقد الفلسفي لخضر مذبوح في حديثه مع “الشعب” إلى ضرورة إعادة التفكير في الفلسفة العربية، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب أولاً تحديد تعريف فلسفة يناسب واقعنا ومجتمعنا. وفقًا له، يجب أن نتعامل مع الفلسفة كجزء من ذاتنا ومرتبطة بثقافتنا وتاريخنا، بدلاً من اعتبارها علمًا دخيلًا على مجتمعنا، كما كان الحال في الماضي، حيث سعت المحاولات إلى التوفيق بين الفلسفة والدين.

 أوضح البروفيسور مذبوح أنّ الفلسفة في العالم العربي كانت ولا تزال مرتبطة بالمفاهيم الإغريقية، ما أسفر عن تأسيس فلسفة غير قادرة على التأثير في المجتمع. كما أكد أن الفلسفة، إذا لم تكن قادرة على التأثير في الشارع العربي والمجتمع، فلا جدوى منها. في المقابل، أشار إلى أن الفلسفة في الغرب قد نجحت في التكيف مع الدين والفن والعلم، لكونها نابعة من التراث الإغريقي الذي يتعامل مع مشاكل الإنسان اليومية بشكل مباشر، بعيدًا عن التعقيد والمورائيات.
كما تحدّث عن الواقع الفلسفي العربي المعاصر، مشيرًا إلى تأثير “نكسة 67” على الكتابات الفلسفية في العالم العربي، التي غالبًا ما تتبنى النزعة العالمية. وأكّد أن الفلسفات العملية، مثل الماركسية التي ظهرت في فترة معينة، كانت أكثر تأثيرًا لأنها تواكب المشكلات الحقيقية التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية.
وأوضح البروفيسور مذبوح أن الفلسفة ليست علمًا ولا دينًا، إذ أن العلم يعتمد على الدوغمائية والدين على التصديق، بينما وظيفتها هي تفكيك وتحليل هذه الثوابت. الفلسفة، بحسبه، تعمل على تجديد العلم والنقاش حول الدين لتفادي الجمود، ولذلك يجب العودة إلى خصوصيتنا الثقافية والتأسيس لفلسفة محلية تأخذ بعين الاعتبار هذا الواقع الخاص.
وأشار إلى أهمية استنارة الفضاء العام العربي بالفلسفة، لأنها تفتح أفق الفكر وتساهم في تحفيز الحوار المثمر بين الناس. الفلسفة، كما قال، تلعب دورًا أساسيًا في بناء المجتمع الديمقراطي، حيث يتم التعامل مع الأفكار بندية وليس بتسلط. واستشهد بنظرية الفعل التواصلي لهابرماس في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اعتمدت الفلسفة كأساس للحوار العقلاني البناء، بعيدًا عن العنف.
وفي ختام حديثه، دعا إلى إعادة النظر في تصوراتنا السلبية عن الفلسفة، مؤكّدًا أنها ليست غموضًا ولا ما ورائيات، بل هي منهج حياة يستحق أن يساهم في تقدم المجتمع العربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19680

العدد 19680

الأربعاء 22 جانفي 2025
العدد 19679

العدد 19679

الثلاثاء 21 جانفي 2025
العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025