تتحدّث مسؤولة دار النشر “الكلمة”، نعيمة بلجودي، لـ«الشعب” عن مشاركة الدار في معرض الجزائر الدولي للكتاب، وجديدها في مجال الترجمة، والأعمال الشعرية الحاضرة بقوّة في هذه الطبعة، كما تطرّقت إلى الصعوبات التي تواجهها دور النشر الجزائرية وعلى رأسها الدعم المادي بحكم أنّ ورق الطباعة مكلّف جدّا، فضلا عن نقص نقاط البيع.
تكشف مسؤولة دار النشر “الكلمة”، عن جديدها لهذه السنة، وعلى رأسها ترجمة الأعمال الشعرية الكاملة للأديب الكبير محمد ديب إلى اللغة العربية من طرف المترجم حكيم ميلود، وذلك على ثلاثة أجزاء، حيث يحتوي كلّ جزء على 500 صفحة تقريبا ـ تقول محدّثتنا ـ وهو ما سوف يمكّن من يقرأون بالعربية مطالعة الأعمال الشعرية الكاملة لهذا الأديب الكبير.
الــترجـــــمـــــة..مـــشــــروعــــهــــا
وتضيف بلجودي “هناك أربع أعمال ترجمها حكيم ميلود، في إطار سلسلة النصوص المغاربية الحصرية، والتي تعتبر سلسلة بخط فريد وحجم معين وغلاف من تصميم حميد تيبوشي، وهي سلسلة تبحث في أرشيف الكتّاب المشهورين، سواء كانوا أجانب لهم علاقة بالجزائر، ولدوا فيها وأحبّوها وكتبوا عنها، أو كانوا مساندين للقضية الجزائرية وضدّ الفكر الاستعماري، أو كتّاب جزائريين مشهورين.”
وقالت نعيمة بلجودي: “اختيرت أربعة كتب من هذه السلسلة التي تضمّ 23 عددا، منهم لمصطفى لشرف وعلي سيلام بعنوان “بلد المعاناة الطويلة”، وهو كتاب حصري، كما ترجمت للغة العربية القصة القصيرة للكاتب الكبير رابح بلعمري، والتي كانت موجودة في أرشيفه، ولم يسبق لها أن نشرت، حيث قدّمها روني دو سيكاتي، كاتب كبير وعلى دراية بالمنشورات والواقع الجزائري والمغاربي بصفة عامة”.
وتوضّح محدّثتنا أنّ قصة “بلد المعاناة الطويلة” لمصطفى لشرف والرسام علي سيلام، كان تقديمها من طرف كريستيان عاشور ودليلة مرسلي، إضافة إلى كتاب آخر لكاتب ياسين بعنوان “عواصف وشرارات أخرى”، وهو حصري لم يسبق نشره، قدّمته عفيفة برارحي وترجمه إلى العربية حكيم ميلود.
وتضيف نعيمة بلجودي، أنّ جديد دار الكلمة للنشر في الطبعة 27 للصالون الدولي للكتاب هو ترجمة قصة للكاتب مولود فرعون، بعنوان “القتلة” لم يسبق نشرها أيضا، وقصص أخرى من تقديم صفاء ولد حمودة والمترجم حكيم ميلود.
وقدّمت دار “الكلمة للنشر” هذا العام ترجمة في غاية الأهمية إلى الفرنسية لـ«ديوان الإسبرطي” لعبد الوهاب عيساوي، أول جزائري ومغاربي يتحصّل على جائزة البوكر العالمية في 2020، وهي قصة تاريخية شيّقة تدور أحداثها في الفترة التاريخية من 1815-1833، أيّ خلال التواجد العثماني بالجزائر والاحتلال الفرنسي.
وتقدّم دار “الكلمة” لقرّائها كتابين نشرا في فرنسا، وهما “صمت الآلهة” ليحي بلعسكري، و«مختاري شجرة التين” لعبد القادر جمعي، إضافة إلى العدد الأخير الذي يختتم هذه السلسلة للنصوص الصغيرة، تحت إشراف المختصّ في الأدب الجزائري والمغاربي جون بيار ميلكان، الذي تعاطف كثيرا مع الجزائر لنيل استقلالها.
كما سيقف زوّار المعرض على قصة للصحفي بوزيان بن عاشور بعنوان “هروب رجل مهمّش”، وديوان شعري لميلود حكيم بعنوان “بئر تهذي بالأسرار”، وقصة لعبد القادر صيد بعنوان “تماسيح جنان البايلك” وهي قصة تدور أحداثها بولايتي بوسعادة وبسكرة، إضافة إلى نشر ديوان شعري للمخرج أحمد بن كاملة.
الــــصـــالـــون فـــرصـــة لـــلـــتـــحـــــاور
تؤكّد محدّثتنا، أنّه منذ بداياتها في النشر والطباعة لم تفوّت المشاركة في المعرض الدولي للكتاب، الذي يعتبر أكبر موعد ثقافي في الجزائر، حيث لا يمكن لدور النشر الجزائرية تضييع فرصة المشاركة فيه.
وقالت “في كلّ مرة نشارك بإصدارات جديدة، منها ما ترجمت إلى العربية وأخرى إلى الفرنسية، إضافة إلى المصنّف الخاصّ بدار النشر”، وأثنت نعيمة بلجودي، على الحضور الكبير للمواطنين، لكن - بحسبها- العدد لا يعني أنّ كلّ هؤلاء سيقتنون كتبا، فمنهم الفضوليون ومنهم من يأتي من أجل التنزّه، وفئة قليلة أغلبيّتها تمثل النخبة تبحث عن جديد المكتبة الجزائرية والعالمية وتحضر معها أطفالها لتلقينهم ثقافة اقتناء الكتب وقراءتها.
وأضافت “هناك من يأتي من أجل الكتّاب، بحكم أنّ هذا الصالون يعتبر فرصة للقاء الكتّاب والتحاور، وأيضا هناك من لهم مشاريع كتابة، يقصدون دور النشر التي تناسبهم لعرض أعمالهم، حيث أنّ هناك دور نشر جزائرية في المستوى لديها خط افتتاحي معيّن”.
واستحسنت محدّثتنا شعار الصالون الدولي للكتاب لهذا العام، “نقرأ لننتصر”، كونه يحفّز على القراءة والمطالعة في كلّ المجالات، قائلة “الشعوب التي لا تقرأ تُحتلّ حتى من أصغر الدول، أمّا من يقرأ فلا يمكنك السيطرة عليه، فالعلم والقراءة مفتاح التطوّر والحرية”.
تـــرجـــمـــة الـــروايـــة..مـــكــــلّــــفــــــــة
وفي ردّها عن سؤالنا حول مشاريع دار الكلمة للنشر، توضّح بلجودي، أنّ 90 بالمائة من الكتب التي تنشرها دار “الكلمة” باللغة الفرنسية، ولديها مشاريع أخرى لترجمة الكتب إلى العربية، مشيرة إلى أنّ الترجمة مكلّفة جدّا وليست بالسهلة.
وتقول “لدينا روايات كثيرة، وهي مكلّفة من الناحية المالية ومن ناحية الجهد، مجال الشعر والترجمة والأدب يتطلّب إعانة ومرافقة من الدولة، فهناك دور نشر جادّة ولديها مشاريع جيدة، نحن نمثل واجهة الجزائر نسافر للمشاركة في معارض أخرى، ونريد دائما تقديم أحسن صورة عن الجزائر”.
وتضيف “يجب اختيار الكتّاب الجيّدين والجادّين ومرافقتهم ليكونوا سفراء الجزائر وواجهتها الأدبية والفكرية، مثلما تفعله بقية البلدان التي تفتخر بأدباءها وكتّابها ورسّاميها”.
وتأسّفت مسؤولة دار الكلمة للنشر، عن غياب نقاط بيع لترويج الأعمال الأدبية وبيعها، وتقول في هذا الشأن “نقاط البيع قليلة، تكاد تنعدم، نفكّر في إنشاء منصّة رقمية، فالعصر الحالي يفرض علينا التوجّه نحو المجال الرقمي، حتى يسهل علينا ترويج وبيع كتبنا داخل الجزائر وخارجها، حيث أنّ هناك مناطق لا تصلها كتبنا، وهذا ما يشكّل إحباطا لنا”. وتضيف “دار النشر تتطلّب دعما ماليا لكي تستمرّ، إذا طبعت كتبها ولم تجد لمن تبيعها ستتوقّف، فطباعة الكتاب مكلّفة جدّا”.